ملحق: التنزيه والتشبيه في الديانات الإبراهيمية
الديانات الإبراهيمية في المصطلح الشائع هي اليهودية والمسيحية والإسلام. وعلى الرغم من أن هذا المصطلح ليس الأدق في وصف هذه الديانات؛ فإن المصطلحات الأخرى، مثل التوحيدية أو السماوية أو أديان الوحي، ليست في اعتقادي أكثر منه دقة. فصفة التوحيدية لا تقتصر على هذه الأديان الثلاثة، وإنما تتعداها إلى المانوية والزرادشتية، بينما لم تتوصَّل اليهودية إلى مفهوم التوحيد الصافي. كما أن صفة السماوية تنطبق على الزرادشتية وعلى المانوية؛ لأن زرادشت وماني تلقيا وحيًا من الله عن طريق ملاكٍ سماوي، على ما ورد في سيرتَيهما، وأخبار هذا الوحي تشبه إلى حدٍّ بعيد الأخبار المتواترة إلينا عن الوحي الذي تلقَّاه نبي الإسلام. وقد انتقل التناقض بين التنزيه والتشبيه — وما يتصل به من تناقضٍ بين الأيقونية واللاأيقونية، مما عرضنا في الدراسة السابقة — إلى هذه الأديان على ما سنبيِّن فيما يلي:
(١) في اليهودية
تطالعنا في كتاب التوراة نزعةٌ لا أيقونية من نوعٍ خاص لم تعهده عبادات الساميين الغربيين، ندعوها باللاأيقونية التحريمية، وهي المُدعَّمة بنصٍّ ديني واضح يمنع تصوير الألوهة بأيةِ صورة كانت. ويتوسَّع هذا التحريم في التوراة ليشمل شارات الألوهة، مادية كانت أم اصطلاحية، حتى لنعتقد في بداية الأمر أننا أمام حالة من التنزيه الصافي للألوهة لم نجدها من قبل في أيةِ عقيدة دينية أخرى، ولكن الأمر ليس كذلك. ففي مقابل هذه اللاأيقونية التحريمية المتشددة، هناك أيقونية من نوعٍ آخر أدعوه بالأيقونية الذهنية؛ حيث يتم تصوُّر الإله في هيئة بشرية تامة. ويتعدَّى شبه الإله بالإنسان في الهيئة إلى الطِّباع والأهواء والعواطف التي نجدها لدى البشر؛ فهو يغضب، وفي هيجان غضبه يقتل المئات وحتى الآلاف وعشرات الآلاف، وهو يحب ويكره، وينتقم، ويغار، ويخطئ ثم يندم على خطئه، ويعاقِب البريء بجريرة المذنِب، وما إلى ذلك من خِلالٍ تجعله أقرب إلى إنسان عادي لا يسعى إلى استكمال طبيعته الإنسانية.
ولقد أكد لنا محررو الكتاب منذ الافتتاحية الفخمة التي تقص عن التكوين وخلق الإنسان، على أن للخالق هيئة بشرية لأنه خلق الإنسان على صورته: «يوم خلق الله الإنسان، على شبه الله عمله، ذكرًا وأنثى خلقه، وباركه ودعا اسمه آدم يوم خُلِق» (التكوين، ٥: ١). ومن أوجه الشَّبه بين هذا الجسد الإلهي والجسد الإنساني، أنه كان يحتاج إلى طعامٍ يومي يزوِّده به عباده عن طريق المحارق، وهي قرابين حيوانية ونباتية، تُحرق فوق المذبح وتتحوَّل أبخرتها إلى غذاء يتناوله الرب عن طريق الشم. وقد تلقَّى موسى من إلهه في سِفر العدد تفصيلاتٍ دقيقة بخصوص مواعيد وجباته اليومية والأسبوعية والشهرية وطريقة تقديمها: «قرباني، طعامي مع وقائدي، رائحة سروري، تحرصون أن تقرِّبوه لي في وقته. وقل لهم هذه هي الوقيدة التي تقرِّبونها للرب: خروفان حوليان صحيحان في كل يوم محرقة دائمة … إلخ» (العدد: ٢٨).
وإذا كان تعبير «وظهر الرب» يمكن أن يعني الظهور في الرؤيا؛ فإن قصة الزيارة الإلهية في سِفر التكوين: ٨، لا تدع مجالًا للشك في أن الرب كان يظهر بشحمه ولحمه أحيانًا. فعندما كان إبراهيم جالسًا في باب خيمته عند الظهيرة، جاءه الرب برفقة اثنين من ملائكته؛ فهبَّ إبراهيم لاستقبالهم، وسجد إلى الأرض، وقال: «يا سيد إن كنتُ قد وجدتُ نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماءٍ واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون؛ لأنكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا هكذا نفعل.» وفيما هم يستريحون أخذ إبراهيم عجلًا طريًّا وأعطاه إلى خادمه ليعمله، وقال لزوجته أن تعجن خبز مَلَّةٍ، ثم وضع الطعام أمام ضيوفه فأكلوا وشبعوا، ثم قام الضيوف ومشى معهم إبراهيم ليشيِّعهم، وفيما هو سائر إلى جانب الرب بثَّه الرب مكنونات قلبه: «فقال الرب: هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله، وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع الأمم؟ … إن صراخ سدوم وعمورة قد كثُر وخطيَّتهم قد عظمت … إلخ» (التكوين، ١٨: ١-٢٢).
ولدينا في سِفر التكوين مواجهة أكثر درامية بين الإله التوراتي ويعقوب حفيد إبراهيم. فعندما كان يعقوب عائدًا من أرض غربته إلى موطنه، توقف مساءً عند ضِفة نهر الأردن ليبيت هناك: «فبقي يعقوب وحده، وصارعه الإنسان حتى طلوع الفجر، ولمَّا رأى «الرب» أنه لا يقدر عليه (يعقوب) ضرب حُقَّ فخذه فانخلع حُق يعقوب في مصارعته معه، وقال «الرب»: أطلقني لأنه قد طلع الفجر؛ فقال: لا أطلقك إن لم تباركني. فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب. فقال: لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل؛ لأنك جاهدت (أو أظهرت قوة حسب ترجمة الملك جيمس) مع الله والناس وقدرت. وسأله يعقوب وقال: ما اسمك؟ فقال لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك. فدعا يعقوب المكان فنيئيل قائلًا: لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونُجِّيَت نفسي» (التكوين، ٣٢: ٢٢–٣٠).
ولدينا في سِفر الخروج روايتان متناقضتان عن رؤية موسى ليهوه؛ ففي المرة الأولى سمح يهوه لموسى أن يرى قفاه وهو مدبِر عنه، بعد أن ستره بيده وهو يجتاز لكيلا يرى وجهه: «فقال «موسى» أرني مجدك … قال: لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب: هو ذا عندي مكان فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يُرى …» (الخروج، ٣٣: ٢٣–١٨). وفي المرة الثانية رآه موسى هو ومجموعة من شيوخ إسرائيل بهيئته الكاملة وهو واقف أمامهم: «ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل (إلى الجبل) ورأَوا إله إسرائيل وتحت رجليه شِبه صنعةٍ من العقيق الأزرق وكذات السماء في النقاوة، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل فرأَوا الله وأكلوا وشربوا» (الخروج، ٢٤: ٩-١١).
وقد رأى الربَ كذلك عددٌ من أنبياء بني إسرائيل، سواء في الحلم أم في اليقظة، ومنهم إشعيا ودانيال. نقرأ في سِفر إشعيا ما يلي: «في سنة وفاة عُزيا الملك رأيتُ السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل، «ملائكة» السيرافيم واقفون لديه، لكل واحد ستة أجنحة … فقلت ويلي ويلي، إني هلكتُ … لأن عينَي قد رأتا الملك رب الجنود … ثم سمعتُ صوت السيد قائلًا … إلخ» (إشعيا، ٦: ١–٨). ونجد في سِفر دانيال وصفًا عامًّا لهيئة الرب الذي يبدو شيخًا أبيض الشعر: «وكنت أرى أنه وُضعت عروش، وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار متقدة. نهر جرى وخرج من قدمَيه. ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه» (دانيال، ٧: ٩–١١).
من هذه الأمثلة وغيرها مما لا يتسع المجال لعرضه، سواء من كتاب التوراة أم من بقية الأدبيات اليهودية، يتضح لنا أن اليهودية رأت في إلهها شخصية تشبه البشر في الهيئة، وتتحرك في المكان والزمان، وتجلس على عرشٍ يحيط به الملائكة ويخدمونه. ونفهم من قصة صراع يهوه مع يعقوب أن لتلك الشخصية جسدًا يمكن لمسه والإحساس به.
فلماذا حرَّمت اليهودية تصوير إلهها الذي يُعد أكثر آلهة الشرق القديم تشخيصًا؟ سؤال يجد جوابه في انتماء مملكتَي إسرائيل ويهوذا إلى الثقافة السامية الغربية التي بقيت فيها النزعة اللاأيقونية غالبة على النزعة الأيقونية حتى نهايات تاريخ الشرق القديم، ولكن دون أن تتسلَّح بنَصٍّ مقدس يحرِّم التقرُّب إلى الإله من خلال صورته، وبقيت لا أيقونية تلقائية تقليدية غير متعصبة لم تعرف حربًا على الأيقونات. يضاف إلى ذلك أن الجماعة العبرانية التي وفدت إلى فلسطين من الصحارى الجنوبية، ثم ذابت في التركيب السكاني لمنطقة المرتفعات، كانت تحمل معها عبادة لا أيقونية تميزت بها دومًا عبادات سكان الصحارى.
(٢) في الإسلام
فكيف تعامل اللاهوت الإسلامي (أو علم الكلام) مع مسألة التشبيه والتنزيه، وما هي المواقف التي تبلورت نتيجة للجدل الذي دار في حلقات المتكلِّمين؟
(٢-١) الصِّفاتية
(٢-٢) المعتزلة
(٢-٣) المشبِّهة
(٢-٤) غُلاة الشيعة
وعلى الرغم من عدم وجود نصٍّ صريحٍ في القرآن يحرِّم تصوير الألوهة في شكل بشري؛ فإن النزعة اللاأيقونية في الإسلام ترسَّخت اعتمادًا على العديد من الأحاديث النبوية، وتحوَّلت إلى لا أيقونية تحريمية، لم تكتفِ بتحريم تصوير الألوهة، وإنما تعدَّت ذلك إلى تحريم تصوير النبي وأفراد أسرته، ثم توسَّع التحريم حتى اشتمل على تصوير الهيئة البشرية والحيوانية، على الرغم من أن أخبارًا متواترة عن عائشة وأصحاب النبي تفيد بأن ستارة ووسادتَين في بيته كانت مُزيَّنة برسومٍ حيوانية، وأخبارًا أخرى تفيد بأن نقودًا سُكَّت في صدر العصر الأموي حملت صورًا لعائشة ولأبي بكر. وقد عبَّرت النزعة اللاأيقونية في الإسلام عن نفسها بأوضح شكلٍ في عصر الخليفة الأموي يزيد الثاني، الذي أصدر مرسومًا في عام ٧٢١م يقضي بتحريم الصور ومحوها أو تحطيمها في كل مكان من الإمبراطورية الأموية. على أن هذه النزعة اللاأيقونية صارت فيما بعد أقل صرامة في إيران ومناطق آسيا الوسطى الإسلامية، واقتصرت على تحريم تصوير الألوهة والسماح بما عداها، على أن تكون الصورة ذات بُعدين لا ثلاثة أبعاد لكي تحرم المشهد من الحياة النابضة ومن الواقعية، وجرى تصوير الرسول والأنبياء والصحابة.
(٣) في المسيحية
في التصدي لدراسة أي جانب من جوانب العقيدة المسيحية، علينا أن نميِّز بين النص المقدس المسيحي، وهو العهد الجديد، وبين لاهوت الكنيسة الذي نسجه اللاهوتيون على مدى عدة قرون تلت أحداث الإنجيل. وفيما يتعلق بموضوعنا؛ فإن الأناجيل الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد رسمت صورة للألوهة على غاية من الرفعة والسمو والتجريد، واستخدمت في الإشارة إليها تعبير «الآب» أحيانًا، وتعبير «ثيوس» في أحيان أخرى، وهي كلمة يونانية قديمة تدل على الألوهة المطلَقة. وعبر سيرة يسوع، كما رسمتها الأناجيل، لا نعثر على خطابٍ مباشرٍ يوجِّهه الآب إلى يسوع، أما الخطاب الذي يوجهه يسوع إلى الآب فهو أشبه بالمنولوج والنجوى الداخلية التي لا تتوقع جوابًا. فإذا جئنا إلى بولس الرسول، الشخصية الثانية في العهد الجديد بعد يسوع، والشخصية الأولى في المسيحية، نجد أن نُبوته قد جاءت من يسوع المسيح القائم من بين الأموات، لا من الآب، والصوت الذي ناداه وهو على الطريق إلى دمشق كان صوت يسوع الذي قاله له: «شاؤل، شاؤل، لماذا تضطهدني؟» فقال شاؤل: «من أنت يا سيد؟» فقال: «أنا يسوع الذي أنت تضطهده.» فقال شاؤل (بولس): «ماذا تريد أن أفعل؟» فقال: «قم وادخل المدينة؛ فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل» (أعمال الرسل، ٩: ٩–١). وهذا يعني أن الكتاب المقدس المسيحي قد نزَّه الآب عن أبرز عنصرٍ في تشخيص الألوهة وهو الصوت المسموع.
على أن تشخيص الألوهة قد تسرَّب تدريجيًّا إلى العقيدة المسيحية بعد مجمع نيقية الذي دعا إليه الإمبراطور قسطنطين عام ٣٢٥م، حيث أعلن المجمع لأول مرة بشكلٍ رسمي ألوهية المسيح ومساواته للآب في الجوهر، وذلك في أول قانون للإيمان أقرَّه المجمع، وجاء في مقدمته: «نؤمن بإله واحد، آب، ضابط للكل، خالق للسماء والأرض، ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب، الذي هو من جوهر الآب، إله من إله، نور من نور … الذي لأجل خلاصنا نحن البشر نزل من السماء وتجسَّد وصار إنسانًا.» وفي مجمع القسطنطينية المنعقد عام ٣٨٠م، أضاف المجتمعون إلى قانون نيقية بشكلٍ رسمي عقيدة ألوهية الروح القدس، وبذلك تم وضع الأساس الذي بُنيَت عليه عقيدة التثليث.
لقد كان المسيحيون الأوائل في فلسطين يمقتون أشد المقت تصوير الألوهة، وذلك تحت تأثير سطوة الفكر اليهودي. ولكن المسيحية الناشئة قامت شرقًا وغربًا على ثقافة سورية-رافدينية، ويونانية-رومانية وثنية مشبَّعة بحب الأيقونات، وكان لا بد لهذه الأيقونات التي اختفت في مطلع العهد المسيحي من أن تعود إلى الظهور. وبما أن يسوع المسيح الذي هو الأقنوم الثاني في الثالوث، وكلمة الله التي لبست جسدًا بشريًّا وعاشت ردحًا على الأرض بين الناس؛ فقد استقطبت صُوره وتماثيله ذلك الميل عند الناس إلى التوسُّل إلى الألوهة عن طريق صُورها الماثلة أمامهم، ولم تُعَد صور يسوع هرطقة لأنه كان بالفعل إنسانًا يُلمَس ويُرى، وقد صعد بجسده البشري إلى السماء. وإذا كانت أصنام الوثنيين صورًا لكائناتٍ خيالية لا وجود لها عندما لم يكن الإله الحقيقي قد أظهر شخصه في أي صورة مرئية؛ فإن صور المسيح هي أشكال صادقة عن الألوهة التي تجلَّت وشُوهدَت في عالم البشر.
وقد بقي يسوع وأمه وحواريُّوه قرونًا عديدة الموضوعَ الرئيسي للأيقونات المسيحية التي لم يفكر صانعوها بتمثيل الآب، ولكن صورة الآب ما لبثت حتى انضمَّت إلى المجموعة، وتجلَّت في أبهى أشكالها في عصر النهضة عندما رسمه مايكل أنجلو في هيئة مستمَدة من ميراث العهد القديم، حيث نراه على السطح الداخلي لقُبة كنيسة السستين على هيئة شيخٍ أبيض الشعر يمد يده إلى آدم لكي يبعث في جسده الطيني الحياة. وفي عصر الباروك اللاحق كان كثير من الكاتدرائيات الأوروبية تنصب في داخلها تماثيل مجسَّمة كاملة للآب، تصوِّره في الهيئة التي تخيَّلها له محررو الأسفار التوراتية.
وقد تبِع ليو الثالث عددٌ من الأباطرة الذين ساروا على نهجه، وكان النزاع بين الشرق المسيحي والغرب المسيحي بخصوص الأيقونات من أقوى العوامل التي أدت أخيرًا إلى انقسام الإمبراطورية الرومانية، وإلى انقسام المسيحية إلى أرثوذكسية وكاثوليكية. وبينما حافظت الكاثوليكية على صُورها وتماثيلها؛ فإن الأرثوذكسية توصَّلت أخيرًا إلى تسوية سمحت بموجبها بالرسوم الجدارية ذات البُعدين، واستمرت إلى اليوم بتحريم التماثيل المجسَّمة. ثم إن الكاثوليكية انقسمت بدورها بعد الإصلاح الديني الذي قام به مارتن لوثر الذي يُعدُّ من أعدى أعداء الأيقونات. وتبدو الكنائس البروتستانتية اليوم في كل مكان عارية من جميع أشكال الصور والتماثيل، بما في ذلك الرسوم الجدارية ذات البُعدين.