الدين والثورة في مصر ١٩٥٢–١٩٨١م (الجزء الخامس): الحركات الدينية المعاصرة
«والسؤال الآن: ما هي أصول الاتجاهات المحافظة السائدة في عالمنا العربي الراهن، خاصة في مصر، وما هي أسبابها ومصادرها؟ ليس السؤال المطروح هو: أيهما أسبق، الانتكاسات الثورية في الواقع العملي، أم الاتجاهات المحافظة في الأبنية النظرية؟ أيهما علة وأيهما معلول؟ بل السؤال هو: كيف نشأت هذه الاتجاهات المحافظة في وعينا القومي بالرغم من وجوده في ثورةٍ دامت حوالَي ربع قرن من الزمان؟»
يناقش «حسن حنفي» في هذا الكتاب دور الحركات الدينية الثورية في القرن العشرين؛ فيستعرض الثورة الإسلامية في إيران، والنخبة الثورية في أفغانستان، ومناهضة المسلمين لعمليات التبشير في إندونيسيا والفلبين والملايو، وظهور بوادر النهضة الإسلامية الجديدة في تركيا. كما يبرز الدور الذي لعبه الاستعمار في القارة الهندية، وإشعال الفتنة بين الهندوس والمسلمين، ثم يعرج إلى العالم العربي متتبعًا نشأة الاتجاهات المحافظة على الصعيد الديني والعلماني والسياسي والاجتماعي. كما يتناول خطاب أبي الأعلى المودودي وسيد قطب باعتبارهما المُبلور الرئيسي للحركات الدينية المعاصرة، مُركزًا على نظريتهما في الحكم. ويسلط الضوء على ما عُرف بالنهضة الإسلامية المعاصرة متتبعًا جذورها التاريخية، بدايةً من ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وتأثر محمد بن عبد الوهَّاب بهما، ثم مدرسة الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا والكواكبي وابن باديس، وتحول البعض إلى حركات اجتماعية وسياسية مثل المهدية والسنوسية، مع سرد للعوامل التي ساعدت على ظهورها، وخصوصية كل منها.