مقدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين.
أما بعد: فهذا كتاب «الموازنة بين الشعراء» أقدمه مرة ثانية إلى المنصفين من أهل الأدب والبيان، ولولا الشواغل لقدمت إليهم هذه الطبعة منذ سنين، فقد طوقني القراء بالجميل حين أنفدوا نسخ الطبعة الأولى في أقل من سنتين وحين دأبوا على استعجال الطبعة الثانية عددًا من السنين.
أقدم إلى القراء هذا الكتاب، وما أنكر أني به مفتون، فقد أنشأت فصوله، وأنا في غاية من عافية الذوق، وشباب القلب، وعنفوان الروح. فجاء مجدول الحقائق، مصقول الأضاليل، وفي الأدب الحق هدى وضلال وربما كان من الخير أن أنبه القارئ إلى أن فصول الطبعة الأولى أنشئت في ربيع سنة ١٩٢٥، وأن ما أضيف إلى هذه الطبعة — وهو نحو مئتي صفحة — أنشئ في ربيع سنة ١٩٣٦، فبين التليد والطريف من فصول هذا الكتاب عشر سنين، ولست أدري أي العنصرين أقوى وأجزل، وإن كنت أعلم علم اليقين أني كنت في العهدين من أحرص الناس على الحق والصدق، ومن أزهدهم في اللغو والفضول.
هذا كتابي أقدمه بيميني وأنت يا رباه — تباركت وتعاليت — تعلم أني خدمت به لغة القرآن. ولم يبق غيرك — يا رباه — من أنتظر منه حسن الجزاء.