حياة ابن دراج

شيء من نثره

وفي كتاب الذخيرة عدة قطع على هذا الأسلوب، وإن كنت أرتاب في نصوصها لما في ذلك الكتاب من التحريف.

شيء من شعره

نعود فنذكر أن الدهر ضنّ علينا بآثار هذا الشاعر المجيد، فليرضَ القارئ بما نختاره من تلك القصائد التي أثبتها صاحب اليتيمة، أحسن الله له الجزاء، وإنا لنستجيد قوله في لوعة الشوق:

ونستجيد قوله في وصف السفن تشق عباب المحيط:

وفي هذه القصيدة يقول في شكوى الزمان، وتوديع الأحباب:

وما أوجَع ما يقول:

ومن مختار القصيد قوله:

وفيها يقول:

وله قصيدة عينية بديعة نوهت بها الذخيرة، ولكنها لم تسلم من التحريف، نختار منها قوله:

رائية ابن دراج

ولنأخذ في الموازنة فنذكر أن قول أبي نواس:

هذه القطعة دون قول ابن دراج:

وقد بلغ ابن دراج ذروة البلاغة، وبذ أبا نواس وبَرَعَه، بقوله في توديع زوجه ووليده:

ولا لوم على أبي نواس في أن خلت قصيدته من مثل هذا الموقف الحزين، إذ لم يترك ببغداد زوجة ينازعه إليها الوفاء، ولا طفلًا تعطفه إليه نوازع الشوق ولواعج الحنين.

وأحب أن لا يفوت القارئ ترجيع هذا البيت:

وكلمة «مبغوم النداء» كلمة مختارة بارعة المدلول، وقوله:

بيت نادر المثال، وقوله:

من أرق ما صور به الحنان، وما أوجع ما يقول:

وانظر تصوير الحزم بقوله:

وقول أبي نواس:

في هذه القطعة سلاسة وجلاء، وهي أروع من قول ابن دراج:

ونحن حين نقابل هذه القطعة بكلمة أبي نواس نرى التكلف ظاهرًا في أبيات ابن دراج، وليتأمل القارئ قوله:

فهو ظاهر الغُلُو، واضح التكلف، أما قوله:

فهو بيت ضعيف.

وقد وصف أبو نواس رحلته إلى مصر وصفًا لا قيمة له، أما ابن دراج فقد أجاد الوصف حين قال:

•••

وقد انفرد ابن دراج بالإجادة في وصف هيبة اللقاء حين قال:

وهذه الصورة الشعرية تراءت للشاعر بفضل قول البحتري في هيبة اللقاء:

وأبيات البحتري في هيبة اللقاء انتهبها كثير من الشعراء. وأذكر أن فقيد الشباب عبد الحليم المصري قدم إلينا قصيدة لنشرها في جريدة الأفكار سنة ١٩٢٠م في مدح الملك فؤاد، فوجهت نظره إلى ما انتهب من معاني البحتري، فغضب، ولم يصلح بيننا إلا الصديق عبد العزيز دعبيس.