العالم كما رأيته: اليونان
لا يسَع زائر «اليونان» إلا أن يقعَ في هواها منذ اليوم الأول لزيارتها؛ فطبيعتُها الجبليَّة الخلَّابة، وسِحرُ حضارتها العظيمة، يجعلان السفرَ إليها خبرةً فريدة لا تُنسى. وقد أحبَّ المؤلِّف أن يَنقل إلينا هذه الخبرة؛ فوصَف مُشاهَداتِ رحلته للمدن اليونانية التي تَعبق بالتاريخ، وتحكي بآثارها جزءًا كبيرًا من قصة الحضارة الإنسانية. وبالرغم من أن هذه الرحلة لم تكُن الأولى لمؤلِّف الكتاب، حيث سبَق أن قضى بها أيامًا قُبَيل الحرب العالمية الثانية، فقد كشفت له زيارتُه الثانية في منتصف الخمسينيات عن عظَمةِ شعبها، صاحب الهُويَّة العريقة، الذي لم يَتوقَّف عن النضال في سبيل الحرية خلال تاريخِه الطويل، وانطلق يبني بلادَه بعد أن أثخنَتها الحروبُ المتعاقبة، وتَكبَّد اقتصادُها خسائرَ كبرى، فراح يُشيِّد المصانعَ ويَفلَح الحقول، وفي الوقت نفسه يبني ديمقراطيةً جديدة، وكيف لا وقد علَّمت بلادُه العالمَ قديمًا أصولَ الحُكم الديمقراطي الرشيد؟!