اليونان جغرافيًّا
وسطح اليونان جبلي على العموم، ويقع في اليونان الجزء الأدنى من كل من وادي نهر فاردار ووادي نهر ستروما، وليس باليونان سهولٌ متسعة سوى سهل تساليا؛ حيث توجد أوسع الأراضي الزراعية باليونان.
وتمتاز اليونان بكثرة تعاريج سواحلها، ولا سيما في شبه جزيرة المورة، التي تشبه في شكلها العام يدًا ممدودة الأصابع، ويكاد خليج كورنث الطويل يفصل شبه جزيرة المورة عن باقي اليونان، وهناك برزخ ضيق شقت فيه قناة كورنث فوصلت خليج كورنث ببحر إيجة.
وتتبع اليونان في مناخها ونباتها إقليم البحر الأبيض المتوسط، وأدفأ الجهات وأغزرها مطرًا تقع في الغرب، ونظرًا لامتداد الجبال الغربية من الشمال إلى الجنوب، قلَّ سقوط المطر في باقي أنحاء اليونان، ومناخ الأجزاء الداخلية باليونان أبرد في الشتاء، وأقل مطرًا من مناخ الجهات الساحلية ولا سيما الغربية منها.
والأراضي الزراعية باليونان قليلة المساحة، ويقع معظمها بالسهول الساحلية والأودية، وكانت الزراعة هي المهنة الرئيسية للسكان، ولكن بدأت أخيرًا حركة تصنيع هائلة، وأهم الغلَّات الزراعية الطُّبَّاق والزيتون والفواكه، مثل: التين والبرتقال والليمون والعنب، كما يزرع القمح والشعير، ويربَّى كثير من الضأن بالمراعي الجبلية؛ ولهذا فالصوف هناك غلة هامة.
وقد قامت في اليونان صناعات كثيرة مرتبطة بالغلات الزراعية والحيوانية، مثل: تجفيف العنب وصناعة النبيذ واستخراج زيت الزيتون، وصناعة الصابون ودبغ الجلود وعمل الجبن ونسج الحرير وصناعة البسط، ويشتغل سكان السواحل بصيد السمك والملاحة.
ويشتغل اليونان أيضًا بالتجارة، وهي المهنة التي ورثوها عن أجدادهم الإغريق القدماء، الذين وَلَّوْا وجوههم شطر البحر لقلة مواردهم الزراعية، فاشتغلوا بالملاحة من زمنٍ قديم، ولقلَّة موارد اليونان الطبيعية لجأ كثيرٌ من أهلها إلى الهجرة إلى أنحاء العالم المختلفة؛ طلبًا للرزق، وقد نزل في مصر عددٌ كبير منهم اشتغلوا في أعمالٍ مختلفة، وقد أَثْرَى الكثير منهم حتى أصبحت الجالية اليونانية بمصر أغنى الجاليات الأجنبية وأكبرَها، هذا وقد أقبل كثيرٌ من المصريين في السنوات الأخيرة على زيارة اليونان، ولا سيما الاستشفاء بمياه لوتراكي المعدنية وغيرها من المدن.
وسلانيك أهم مدن اليونان بعد العاصمة.