بلاد السياحة والآثار
إن اليونان — كغيرها من البلاد التي تتميز بلغتها وثقافتها وفنونها، وتاريخها الذي يتصل بحياة ومدنية الإنسان في كل أنحاء العالم، لا يمكن معرفتها معرفة تامة، إلا بعد دراسة طويلة، ولكن في إمكان السائح الذي ليست عنده فسحة طويلة من الوقت لهذه الدراسة، أن يستمتع بهذه البلاد على شريطة أن يكون على علمٍ بأهم معالمها.
ومثل هذه الرحلة السريعة تدخل المتعة إلى نفس الزائر، كما أنها في نفس الوقت تعتبر رحلة ثقافية للسائح، الذي ينوي زيارة سائر أنحاء أوروبا؛ ذلك لأن الحضارة اليونانية هي أساس تاريخ أوروبا، وثقافة البلاد التي تقع على المحيط الأطلنطي.
ولا بد للسائح بعد زيارة أثينا أن يقوم بزيارة أهم مراكز الحضارة اليونانية القديمة، وهي تعتبر إلى حدٍّ كبير أهم المراكز السياحية في بلاد اليونان.
وعلى بعد ٦٠ ميلًا إلى الغرب من أثينا، بعد أن يعبر السائح برزخ كورنث بقناته الرائعة، يجد نفسه عند موقع مدينة «كورنث» القديمة، التي كانت تقع على منحدرات التل، الذي يطل على خليج كورنث، وتقع المدينة القديمة على بعد ميلين من موقع المدينة الحديثة التي تحمل نفس الاسم، وآثارها لا تختلط بالمباني الحديثة التي شيدت فيما بعد.
ويستطيع السائح أن يرى الأجورا (السوق) والمسرح الروماني ومعبد أبولو، وغير ذلك من الآثار التي تساعد السائح صاحب الخيال الخصب على أن يتصور شكل أبنية المدينة التي كانت تتحكم يومًا ما في الطريق التجاري بين البلوبينيز وشبه جزيرة اليونان.
أما آثار «أوليمبيا» المقدسة فإنها تقع في وادٍ قريب من الساحل الغربي للبلوبينيز، والمناطق الطبيعية هناك خلابة ورائعة.
وكانت الألعاب الأوليمبية — وهي أشهر المباريات في جميع العصور — تعقد كل أربع سنوات — أما اليوم فمن هذا المكان تضاء الشعلة التي يحملها المتسابقون بأيديهم إلى أي مكان في العالم تقام فيه الألعاب الأوليمبية، وبواسطة الشعلة التي أضيئت في أوليمبيا، تضاء شعلة أخرى ثابتة طول المدة التي تقام فيها الألعاب.
ولقد كشفت الحفريات في أوليمبيا عن عددٍ من روائع التماثيل، ومنها تمثال هرمز الذي نحته براكسيتيلس، أشهر النحاتين في العصور القديمة، وتمثال النصر الذي نحته بايونيوس منافس براكسيتيلس، وأجزاء من معبد زيوس هي الآن محفوظة في المتحف المحلي.
ويمكن للسائح أن يسافر بالقطار من أثينا إلى أوليمبيا (سبع ساعات)، أو من باتراس (ثلاث ساعات)، أو بالطريق البري من أثينا عن طريق تريبوليس (٢٠٣ ميلًا)، كما يوجد هناك فندق كبير في أوليمبيا.
و«مايسيناي» المدينة الزاهرة التي تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، كانت مهد حضارة قديمة، كما أن أجاممنون ملك مايسيناي كان قائد الإغريق في حرب طروادة، ولقد كشفت الحفائر عن آثارٍ قيمة تنتمي إلى هذا العصر، اكتشفت في قبور أتريوس وكليتامنسترا، ويقوم أكروبول مايسيناي ببوابته الشهيرة ذات السباع، كالحارس على الأراضي الشاسعة المحيطة به.
وعلى مقربةٍ من أكروبول المدينة يجد السائح فندقًا صغيرًا مريحًا، ومايسيناي تقع تقريبًا في منتصف الطريق البري بين كورنث ونوبليون، ويمكن السفر إليها من أثينا بالسيارة (٧٨ ميلًا)، وبالقطار (ثلاث ساعات ونصف).
وفي «أبيدورس» يقع محراب إسكليبيوس، أعظم معبد من معابد العصور القديمة، ويمكن رؤية آثاره بالقرب من الملعب (الاستاد).
أما ما تمتاز به أبيدورس هذه الأيام: فهو مسرحها القديم الفخم الذي لا يزال يحتفظ بكيانه، ويعتبر من أكبر الآثار اليونانية، ولا تزال تقدَّم تباعًا في هذا المسرح الذي يسع ١٤٠٠٠ متفرج المسرحياتُ اليونانيةُ القديمةُ حتى أيامنا هذه.
ويضم المتحف المحلي آثارًا شيقة عديدة، عثر عليها أثناء التنقيب.
وعلى قمة الصخرة التي تعلو الخليج الأزرق الهادئ، ومدينة «نوبليون» الهادئة تقع قلعة بالاميدي القديمة، وهي إحدى آثار الفرنك، ويستطيع السائح أن يصعد درجات القلعة القديمة (٧٠٠ قدم)، أو يستقل قاربًا إلى قلعة بورتزي، التي تقع في جزيرة في وسط الخليج.
ويمكن للسائح أن يصل من أثينا إلى نوبليون بالطريق البري (٩١ ميلًا)، أو بالقطار (أربع ساعات ونصف)، أما إذا استقل قاربًا من ميناء بيريه، فإنه يصل إليها بعد تسع ساعات، ولقد أصبحت قلعة بورتزي فندقًا مريحًا للسياح.
وتقع «اسبرطة» في وسط الجزء الجنوبي من البلوبينيز، وكانت العاصمة القديمة للاسيديمونيا، وهي اليوم قد حققت نبوءة ثيوسيديس الذي قال: «إذا حدث أن لاسيديمونيا تخرَّبت، ولم يبقَ فيها سوى المعابد وبقايا المباني العامة، فإن أحفادنا في المستقبل البعيد سيجدون من الصعب عليهم أن يعتقدوا أن مكانتها كانت تتناسب مع شهرتها.»
إن الموقع جميل بديع، ولكن الآثار لا يمكن مقارنتها بآثار كثير من المدن اليونانية القديمة.
وبالقرب من اسبرطة تقع «مسترا» وهي مدينة جبلية ترجع إلى العهد البيزنطي في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وتسيطر عليها قلعة فرنك ده فيلهاردوان، الذي كان من قواد الحروب الصليبية، وقد أعاد الأتراك بناءها.
في أساطير اليونان يروي لنا أشيليس: أن فوق «جبل أثوس» أشعلت النيران، معلنة سقوط مدينة طروادة في يد اليونانيين. وعلى هذا الجبل نفسه تقيم عشرون مجموعة من الرهبان، لا تزال تتبع تقاليد القرن الحادي عشر حتى اليوم.
هؤلاء الرهبان الذين يحرسون وثائق تاريخية قيمة، وتحفًا فنية ثمينة، يستقلون الزائر في كل وقت، كما يستضيفون كل من يرغب في الإقامة؛ لكي يدرس محتويات مكتباتهم داخل مباني الأديرة الضخمة، غير أنه محرم على النساء دخول جبل أثوس، ويمكن الوصول إلى جبل أثوس عن طريق البحر من سالونيكا إلى ميناء دافني، أو بالسيارة إلى ترايبتي ومنها يركب الزائر حصانًا أو بغلًا أو حمارًا.
و«جزيرة كريت» تعتبر أكبر جزر اليونان (طولها ١٦٠ ميلًا)، وهي جزيرة جبلية وعرة يقطنها قوم يختلفون في عاداتهم وملابسهم ولهجاتهم عن سائر سكان اليونان.
ولقد كشفت الحفائر فيها عن آثارٍ قديمة، وتحف قيمة، وقد قام بالبحث عنها سير أرثر إيفانز في كنوسوس مهد الحضارة الميونية، وكنوسوس وقصرها الفخم المسمى مينوس تقع على بعد ثلاثة أميال من هيراكليون أكبر مدينة في كريت.
إن أهم ما يشاهده السائح في كريت هو كنائسها البيزنطية القديمة، مثل: أركادي والقلاع التي بنيت على طراز قلاع مدينة البندقية، وهناك خط منتظم للبواخر من بيريه إلى كريت، كما أن هناك رحلتين بالطائرة يوميًّا، وهناك فنادق مريحة في هراكليون وكانيا.
أما جزر «بحر إيجة» أو جزر أرخبيل اليونان، فتكون أشهر مجموعة للجزر في العالم، وفيها مناظر طبيعية خلابة وشواطئ جميلة وتلال شديدة الانحدار، وحدائق الكروم والزيتون تغطي منحدراتها، ومن الصعب عليك أن تقول أي هذه الجزر أجمل من غيرها، فكلها تجذب السائحين: فجزيرة لسبوس (ميتيلينا) موطن سافو، تغطي الغابات تلالها، وجزيرة كيوس تشتهر بالبرتقال والأزهار، وجزيرة ساموس تشتهر بنبيذها.
وإلى الجنوب تقع جزر أندروس وتينوس وسيروس، وميكونوس وباروس وناكسوس، وديلوس وهي الجزيرة المقدسة التي يوجد بها محراب الإله أبولو، وجزيرة تيرا وهي عبارة عن فوهة بركان انفجر من أعماق البحر.
وهناك مجموعة من الجزر في أرخبيل اليونان، تسمى الجزر الاثني عشر أو جزر «الدوديكانيز»، وهي رودس وكرباثوس وكاسوس وكوس، وباتموس وليروس وكالمنوس وسايمي، واستيباليا ونيسيروس وتيلوس وكاستلوريزو.
وجزيرة «رودس» وهي أكبرها، وصلت إلى درجةٍ كبيرة من الحضارة في العصور القديمة، وهي اليوم مركز سياحي محبوب في البحر الأبيض المتوسط، وتشتهر بمناظرها الجميلة وشواطئها الممتازة، وفنادقها من الدرجة الأولى.
ويمكن الوصول إلى جزر الدوديكانيز بالبواخر من ميناء بيريه، كما أن هناك خدمةً يوميةً بالطرق الجوية بين أثينا ورودس.
أما الجزر «الأيونية» فإنها تتكوَّن من مجموعة من الجزر، تختلف اختلافًا كبيرًا عن جزر بحر إيجة، فالطبيعة هنا لطيفة هادئة ممتازة، وهي تشمل سبع جزر: كاتيرا وزانتي وسيفالونيا وإيثاكا، ولفكاس وباكسوا وكورفو، وهذه الجزيرة الأخيرة مغطاة بالغابات الجميلة والشواطئ البديعة، والأبنية ذات الطراز البندقي.
وكانت جزر إيثاكا من الولايات اليونانية الهامة ذات التاريخ المجيد في العصور القديمة؛ إذ كانت إيثاكا هي موطن أوديسيوس الذي حاصر طروادة (في الأساطير اليونانية)، أما كورفو فكانت من أقوى حلفاء أثينا، ومن أكبر الدول البحرية في العصر القديم.
وبعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية انتقلت كورفو مع غيرها من الجزر الأيونية إلى حكم البندقية، وفي عام ١٧٩٧م احتلها الإنجليز ثم أعادوها إلى حكم اليونان عام ١٨٦٣م.
وهناك خط بحري يومي يربط الجزر الأيونية بميناء بيريه، وخط جوي منتظم بين أثينا وكورفو.
•••
ولنعد الآن إلى مدينة من أهم مدن الآثار اليونانية، وقد تركنا الحديث عنها للنهاية حتى نتكلم عنها بإسهاب، وهي مدينة «دلفي».
وتقع آثار دلفي على منحدرات جبل بارناسوس على مسيرة أربع ساعات بالسيارة إلى الشمال الغربي من أثينا، وهي عبارة عن بقايا مقبرة أبولو، وعن مسرح لا يزال يحتفظ برونقه ولا تزال المسرحيات تمثل فيه، وملعب (استاد) للألعاب، وآثار أخرى لا تزال تحتفظ بكيانها ورونقها، كما أن هناك متحفًا صغيرًا يحوي أهمَّ الآثار التي اكتشفت في نفس المكان.
لقد كان للإغريق القدماء ذوقٌ عجيبٌ في اختيار مواقع أماكنهم المقدسة؛ حيث يستطيع الحجاج الاستمتاع روحيًّا وجسميًّا، وكان الناس يفدون إلى دلفي من جميع أنحاء العالم المعروف في ذلك الحين؛ لكي ينصتوا إلى الوحي الإلهي من محراب معبد دلفي، وكانت قلوبهم تمتلئ إعجابًا ورهبة، من روعة المناظر الطبيعية الخلَّابة المحيطة بهم.
وتقع دلفي على منحدرات جبل بارناسوس، وهو يرتفع ٨٠٠٠ قدم عن سطح البحر، ويغطي الجليد قمته حتى نهاية فصل الربيع، إن هذه الصخرة العتيدة المسماة بصخرة فادريادس، قد انشقَّت وكوَّنت خانقًا ضيقًا، يتفجَّر من أسفله نبع مقدس يسمى كاستاليا، يخرج منه ماء مثلج صافٍ طوال أيام السنة.
وحول هذا النبع، عند قاعدة الصخرة الرمادية الكبيرة، تجتمع آثار دلفي على ارتفاع ١٨٥٠ قدمًا، وعلى منحدراتها تنمو مروج الزيتون، ثم تهبط الأرض بانحدارٍ شديد حتى تصل إلى الخانق، الذي يسير فيه نهر بليستوس.
وإذا اتجهت جنوبًا أخذ الخانق، بعد مسافةٍ طويلة، في الاتساع حتى يتحول إلى سهل عريض، تُغطِّيه مروجُ الزيتون المسماة مروج كريسو، ووراء بساتين الزيتون يبدو خليج كورنث الأزرق واضحًا جليًّا، وعلى شواطئه تقع ميناء أتيا الصغيرة؛ حيث كان الحجاج الأقدمون يفدون من أثينا، وحيث يفد السائحون العصريون سالكين نفس الطريق.
وإذا رجعنا إلى الوراء، إلى العصور المايثينية، نجد أن هذا الموقع كان مخصصًا لإله الأرض، وﻟ «بوسيدون» إله البحر «الذي يهز الأرض هزًّا»، وعقب هذا جاء عصر خصص فيه الموقع لأبولو إله الشمس، الذي قتل التنين الحارس (البايثون) واستولى على المحراب!
وكان الناس يفدون إلى هناك فرادى وجماعات، كما كان الحكَّام والولاة يقصدون المكان، من جميع أنحاء العالم المعروف في ذلك الحين، سواء من اليونان أو غيرها، ليستلهموا الوحي في المسائل الهامة التي كانت تعترضهم، وكان مصدر الوحي امرأة عجوز معروفة باسم بايثيا، اختارها الكهنة من أتباع أبولو، وكانت تجلس في داخل معبد أبولو على قائم مثلث الشكل، فوق فوهة في الصخور تخرج منها الأبخرة البركانية، وكانت هذه الأبخرة بالإضافة إلى أوراق شجرة أبولو التي تمضغها بايثيا تتركها في غيبوبة.
وكانت الأسئلة توجه إلى بايثيا عن طريق الكهنة، أما إجاباتها فكانوا يترجمونها، ويعيدونها إلى السائل كتابة في شكل بيتٍ من الشعر، وكانت الإجابة غامضة فيها شيء من اللبس حتى — إذا لم تتحقق الأحلام — لا يقال: إن مصدر الوحي قد أخطأ! ومع ذلك فقد كان كهنة أبولو على علمٍ وذكاء كبيرين، وكانت نصائحهم دائمًا سليمة.
وكانت دلفي مقصدًا لعددٍ كبير من الحجاج، وكان ازدهار مواسم الحج فيها داعيًا لإقامة مدينة كبيرة، يستطيع الحجاج أن يجدوا فيها المسكن وأماكن اللهو، ومحال بيع الهدايا للحجاج، وعندما كان يشتد الإقبال في المواسم الهامة، كانت الخيام تنصب حول المساكن، لتستوعب العدد الهائل من الزائرين.
وكانت الساحة المقدسة التي تحيط بمعبد أبولو محاطة بالأسوار، يخترقها طريق مقدس ملتوٍ يتجه إلى أعلى إلى المعبد، وعلى جانبي هذا الطريق المقدس، أُقيمت المعابد الصغيرة والتماثيل كهدايا من المدن والأقاليم المختلفة للإله، وكان يشرف على هذه الأبنية، وكلها على هيئة معابد، كاهن يمثل دور السفير لصاحبة الوحي.
فمثلًا إذا قدم أحد المواطنين من اسبرطة، يتجه أولًا إلى المبنى الخاص باسبرطة؛ حيث يقدم هديته للإله ثم يحدد له موعد التقدم بسؤاله لبايثيا.
وفي عهد الاحتلال الروماني نهب الإمبراطور نيرون دلفي، واستولى على أجمل تماثيلها، ومع ذلك عندما زارها بوسانيوس الرحالة المشهور الذي وفد عليها من آسيا الصغرى سنة ١٧٠ ميلادية، قدَّر عدد التماثيل التي بقيت فيها بثلاثة آلاف معظمها من البرونز.
ونظرًا لوقوع دلفي عند قاعدة صخرة عالية في منطقةٍ بركانية، كانت تتعرض دائمًا للدمار بواسطة الصخور التي تنهار عليها بتأثير الزلازل، ففي عام ٥٤٨ قبل الميلاد هدمت النيران معبد أبولو، وفي ٣٧٣ قبل الميلاد خربته الزلازل، وفي كل مرة كانت تجمع التبرعات من جميع أنحاء هذا العالم الصغير؛ لكي يعاد بناء المعبد.
وتحالفت الزلازل مع موجات السلب والنهب التي قام بها الأباطرة البيزنطيون الذين استولَوْا على كنوز المعبد ليزيِّنوا بها مدينة القسطنطينية، ومع غارات المغيرين من الشمال والصليبيين من الغرب، علاوة على الإهمال التام وعوامل الفناء الأخرى، لم يبق من عظمة دلفي القديمة سوى القليل.
وفي عام ١٨٩٢م ظهرت مدينة على مقربةٍ من الموقع القديم، أنشأها علماء الآثار الفرنسيون، وهي تضم فندقًا عصريًّا أنيقًا أنشأته الحكومة وهو يشرف على الوادي الجميل.
غير أن هناك بقايا من المعبد والمسرح والملعب وغيرها من الآثار، يمكن أن تعطي فكرة واضحة عن الأبنية الأصلية، وتسمح للزائر أن يتصورها في مخيلته، فالمسرح لا يزال يحتفظ بكيانه، وهو يستخدم في بعض المناسبات.
كما أن هناك متحفًا جميلًا عصريًّا يحوي الآثار الهامة، وأهمها: تمثال بالحجم الطبيعي لسائق عربة حربية من البرونز.