لقاءٌ خاطف
مضيتُ أهبط درجات السلَّم العريض نحو الطريق، مُخلِّفًا ورائي العمارة الشاهقة. اعترض سبيلي عند نهاية السلَّم فتًی في الثلاثين من عمره، حدَّق في وجهي باسمًا. دُهِشتُ لغريبٍ يستوقفني، ولكنه لم يكتفِ بذلك، فمدَّ يده مُصَافحًا وقال: نحن أقارب!
ابتسمتُ بدوري وقلتُ: حقًّا؟ الذنب ذنبُ زماننا الغريب.
فقال برقَّة: أنا محمد ابن زينب صفوت!
غَزَتْني فرحةٌ طاغية كادت تهتك سِتر الماضي العذب، شَددتُ على يده بحرارة، وتلقَّيتُ سيلًا من الذكريات النَّاعمة، وهتفتُ: أهلًا بك، فرصةٌ سعيدة حقًّا.
وفارقَني كما فارقتُه، ولكن لم تُفارِقني الذكريات.