بنوك وباشوات
«عندما اختار «دافيد لاندز» عنوان الكتاب «بنوك وباشوات» كان في الحقيقة يُشير إلى طرفَين يتآلفان تارةً ويتصارعان تارةً أخرى في تلك الدراما المثيرة؛ الطرف الأول هو البنوك الأجنبية المحلية والأوروبية، والطرف الثاني هو باشوات مصر، وهم فئة عددها صغير، آنذاك، وتتكوَّن أساسًا من أعضاء الأسرة المالكة وبطانتها في الغالب الأعم.»
يُميط هذا الكتاب اللِّثام عن العديد من الوقائع التاريخية المهمَّة حول حجم القروض والديون الطائلة التي تكبَّدَتها مصر منذ تولِّي الخديوي «إسماعيل» حُكم البلاد. استندت هذه الوقائع إلى المراسَلات الشخصية المتبادَلة بين اثنين من كبار رجال الأعمال الفرنسيين المموِّلين للخديوي، كانا يعملان في بنوكٍ كبرى بفرنسا والإسكندرية، وقد عثر المؤلِّف على هذه المراسَلات في منتصف القرن العشرين ضمن أرشيف بنك «أندريه» الفرنسي الشهير، وهي تكشف الغطاء عمَّا فرضه المموِّلون الأوروبيون من ضغوط، بمساعَدة بعض الباشوات المصريين، لتقديم قروض باهظة ﻟ «إسماعيل» من أجل إقامة مشاريعه الكبرى مدفوعًا برغبته في جعل مصر قطعةً من أوروبا؛ فتضخَّمت الديون، وعجزت الخِزانة المصرية عن السداد، وضرب الفساد أرجاء البلاد؛ وهو ما مهَّد لبريطانيا احتلال مصر، الذي استمر لما يقرب من سبعين عامًا.