فتنة الحواس: كتابات عن الفن العربي المعاصر
«كانت التجريدية أُفقًا لمعانَقة رحابة التشكيل والمتخيَّل التعبيري التصويري، وتحرُّرًا من سُلطة المرجعية الواقعية بجميع أشكالها، حتى الرمزية منها. وكانت هذه القطيعة الحداثية تريد لنفسها أن تحقِّق، بشكلٍ تاريخي، العديدَ من الأفعال الحاسمة …»
بالرغم من الطفرة التي تعيشها الفنونُ البصرية في عالَمنا العربي — وهي طفرة نابعة بالأساس من كونِ الممارَسات الفنية البصرية العربية قد أخذت بُعدًا عالميًّا لم تعِشْه من قبل — فإن المتابَعة النقدية والفعل التأريخي لها يعيشان نوعًا من الانحسار. يشتبك هذا الكتابُ مع التجارِب والقضايا الفنية التي يثيرها العمل الفني، ويتسلَّل إلى مسامِّها وتجاعيدها الظاهرة والباطنة، فاتحًا البابَ للتفكير والتحليل، ومُعيدًا النظرَ في الجاهز، ودافعًا بالوليد منها إلى الواجهة. وفي الوقت نفسِه، يُعَد الكتاب قراءاتٍ ممكِنةً تؤمن باحتماليَّتها، غير أنها تجد في خلفيتها الفلسفية والجمالية الكثيرَ من مَصادر تفكيرها، كما أن إمكانها النظريَّ يَنبع من فرضيةٍ أساسية نبني عليها تصوُّرنا وطبيعته الأنطولوجية.