يا بلادي
لَا أُبَالِي أَمِلْتِ فِي سَرْحَةِ الْمَجْـ
ـدِ عَلَى الْعِزِّ وَانْتِفَاضِ الْمَعَالِي
تَنْثُرِينَ الْإِبَاءَ وَالْحُلْمَ فِي الشُّطْـ
ـآنِ فَوْقَ السُّهُولِ فَوْقَ الْجِبَالِ
نَثْرُكِ الطِّيبَ غِبَّ دَغْدَغَةِ الزَّهـْ
ـرِ وَغِبَّ انْتِبَاهَةِ الْأَدْغَالِ
لَا أُبَالِي أَكُنْتِ أَوَّلَ شَيْءٍ
مَرَّ فِي خَاطِرِ الإِلَهِ بِبَالِ
وَتَهَادَيْتِ عَالِمًا فِي الْمَدَى الْبِكْـ
ـرِ وَرَفْرَفْتِ قِبْلَةَ الْأَجْيَالِ
عَالِمًا أَطْلَعَ الْحَضَارَاتِ سَمْحَا
ءَ وَسَلَّ الْهُدَى بِوَجْهِ الضَّلَالِ
عَصْرَ جَدُّ الإنْسِانِ أَعْدَى مِنَ الذِّئْـ
ـبِ وَأَضْرَى فِي حَلْبَةِ الْإِغْتِيَالِ
يَتَحَاشَى النَّهَارَ فِي مَعْقِلِ الْوَحْـ
ـشِ وَيَمْضِي لِلْقَنْصِ تَحْتَ اللَّيَالِي
فَإِذَا دَمْعَةٌ تَغِيمُ بِعَيْنَيْـ
ـكِ وَتَهْمِي بَرَّاقَةَ الْآمَالِ
وَإِذَا فِي جَوَانِبِ النَّاسِ شَوْقٌ
وَالْتِفَاتٌ إِلَى الْبَعِيدِ الْعَالِي
وَإِذَا رَحْمَةٌ تَطُوفُ بِالْأَرْضِ
وَحُبٌّ مُرَنَّحُ الْأَذْيَالِ
لَا أُبَالِي أَكُنْتِ مَهْدَ شُرُورٍ
وَوَبَالٍ مُغَمَّسٍ بِوَبَالِ
لَفَتَ اللهُ عَنْكِ مُقْلَتَهُ الْحُسْـ
ـنَى وَخَلَّاكِ مَرْبَعًا لِلرِّعَالِ
فَتَنَادَتْ مَوَاكِبُ الْبُؤْسِ فِي وَجْـ
ـهِكِ مِنْ كُلِّ لَاحِبٍ بِالتَّوَالِي
وَتَعَرَّيْتِ لَا جَمَالَ وَلَا بَعْـ
ـضَ جَمَالٍ وَلَا ظُنُونَ جَمَالِ
تَنْفِرُ النَّفْسُ مِنْ هَوَانِكِ وَالْعَيْـ
ـنُ إِذَا تَلْتَقِيكِ فِي الْأَوْحَالِ
لَا أُبَالِي فَأَنْتِ أَنْتِ بِلَادِي
كَيْفَمَا كُنْتِ دَهْشَةً لِخَيَالِي
أَتَلَقَّاكِ مُطْرَحًا مِنْ نَعِيمٍ
وَارِفِ الْمَجْدِ مُشْرِقِ الْأَظْلَالِ
وَأَرَى الْعِزَّ أَنْ أَعِيشَ وَأَنْ أَقْضِي
فِدًى عَنْكِ فِي مَجَالِ النِّضَالِ