تشويق
يَا غَدِيرَ الرَّقْرَاقِ فِي بَيْدَائِي
قَدْ كَفَى مِنْكِ نَهْلَةٌ لِشِفَائِي
ظَمِئَ الْقَلْبُ وَالْغَدِيرُ حَثِيثٌ
بَيْنَ خُضْرِ الرِّيَاضِ وَالْأَفْيَاءِ
عَابِثٌ فِي الْمُرُوجِ يَضْحَكُ للدَّوْ
حِ الْغَنِيِّ فَيَنْثَنِي بِغِنَاءِ
أَنْتِ وَهْجُ الشُّرُوقِ فِي كُلِّ أُفْقٍ
عَبْقَرِيُّ الشَّذا نَدِيُّ الضِّيَاءِ
أَنْتِ شَيْءٌ مِنْ نَشْوَةٍ وَعَبِيرٍ
أَنْتِ رَعْشَاتُ قِطْعَةٍ مِنْ سَمَاءِ
أَيَّ شَيْءٍ يُوَشْوِشُ اللَّيْلُ فِي أُذْ
نَيْكِ حَتَّى أَحْبَبْتُ كُلَّ مَسَاءِ
وَبِمَاذَا تُغْرِيكِ هَذِي الدَّرَارِي
وَالسَّوَاقِي وَهَدْأَةُ الْأَوْدَاءِ؟
أَنَا أَحْنَى عَلَيْكِ مِنْ مُهْجَةِ اللَّيْـ
ـلِ وَأَطْرَى مِنْ مِعْطَفِ الظَّلْمَاءِ
أَنَا كَوَّنْتُ عَالَمًا لَكِ مِنْ أَحْـ
ـلَامِ نَفْسِي مُشَعْشَعَ الْأَرْجَاءِ
تَتَهَادَى الْأَنْغَامُ فِيهِ حَيَارَى
غَادِيَاتٍ بِالْعِطْرِ وَالْأَنْدَاءِ
فَانْزِلِيهِ قَبْلَ اصْطِدَامِ حَنَانِي
وَاصْطِدَامِي بِمُنْتَهَى كِبْرِيَائِي
رُبَّ يَوْمٍ تَمْشِينَ فِيهِ إِلَى مَغْـ
ـرِبِ عُمْرِ الْحَيَاةِ دُونَ رَجَاءِ
يَلْفَحُ الرِّيحُ فِي طَرِيقِكِ وَالْقَرُّ
ويَرْسُو عَلَيْكِ هَمُّ الشِّتَاءِ
وَتَصِيرِينَ وَالضُّحَى كَبَقَايَا
عَلَمٍ رَثَّ تَحْتَ سِتْرِ الْخَفَاءِ
نَسَجُوهُ لِكُلِّ مَجْدٍ فَلَمْ يَخْـ
ـفِقْ بِجَوٍّ وَلَمْ يُصَنْ بِدِمَاءِ
وَتَبِيتِينَ دُونَ ذِكْرَى غَرَامٍ
كَانَ دِفْءُ الصِّبَا عَجُوزَ شَقَاءِ
فَتَعَالَيْ إِنِّي فَرَشْتُ لَكِ الْحُبَّ
وَعَطَّرْتُ بِالْحَنَانِ هَوَائِي
نَتَسَاقَى الْهَوَى وَنَدَّخِرُ التَّذْ
كَارَ نُورًا لِسَاعَةِ الْإِمْسَاءِ
حِينَمَا لَا نَعُودُ نَسْكَرُ بِالْحُبِّ
وَيُمْسِي التَّذْكَارُ كُلَّ الْعَزَاءِ