النجوم
قَطَعْتُ عُمْرِي تَارِكًا فِي الطَّرِيقْ
أَشْلَاءَ أَحْلَامِ الصِّبَا الْأَوَّلِ
فَمَا لِقَلْبِي! مَا لَهُ لَا يُفِيقْ
وَمَا لِهَذَا الْعَيْشِ لَا يَنْجَلِي
أَضَعْتُ أَحْلَامَ الصِّبَا الْأَوَّلِ
•••
أَمَا رَأَيْتُ الشُّهُبَ مِلْءَ الْفَضَاءْ
مَا الشُّهْبُ إِلَّا بَعْضُ أَحْلَامِي
جَمَّعَهَا اللَّيْلُ وَزَانَ السَّمَاءْ
بِهَا فَلَاحَتْ مِثْلَ أَكْمَامِ
مَا الشُّهْبُ إِلَّا بَعْضُ أَحْلَامِي
•••
وَاهًا عَلَى أَنْوَارِهَا وَاهَا
أَنْحَلَهَا الإِبْعَادُ شَيْئًا فَشَيْ
مَا كَانَ أَنْقَاهَا وَأَبْهَاهَا
أَيَّامَ كَانَتْ فِي دُجَى مُقْلَتَيْ
وَاهًا عَلَى أَنْوَارِهَا وَاهَا
•••
وَفِي غَدٍ مَتَى الْتَحَفْتُ الثَّرَى
وَانْحَلَّ فِيهِ الْجَسَدُ الْبَالِي
تَظَلُّ بَعْدِي فَوْقَ مَتْنِ الذُّرَى
سَابِحَةً فِي جَوِّهَا الْعَالِي
تَرْبِطُ أَجْيَالًا بِأَجْيَالِ
•••
فَتُؤْنِسُ الْعُشَّاقَ أَنْوَارُهَا
وَكُلُّ دَرْوِيشٍ ضَلِيلٍ غَرِيبْ
وَتَمْلَأُ الْأَوْدَاءَ أَشْعَارُهَا
فَيَطْرِبُ الصَّفْصَافُ وَالْعَنْدَلِيبْ
وَيُسْكِرُ الْأَسْحَارَ هَمْسُ الطُّيُوبِ
•••
أَضَعْتُ أَحْلَامَ الصِّبَا الْأَوَّلِ
فَمَا لِهَذَا الْعَيْشِ لَا يَنْجَلِي؟