اغتراب
أَسِفَ الرَّوْضُ عَلَيْنَا فَبَكَانَا
وَشَجَى الْوَادِي الْمُغَنِّي وَشَجَانَا
كَيْفَ لَا يَجْزَعُ لِلْبَيْنِ، أَلَمْ
نَكُ أَطْيَابًا بِوَادِيهِ حِسَانَا
كُلُّ وَرْدٍ حَامِلٍ مِنَّا شَذًى
مُسْكِرَ الْفَوْحِ وَحُبًّا وَافْتِتَانَا
هَذِهِ الْأَدْغَالُ فِي السَّفْحِ وَفِي
جَنَبَاتِ السَّفْحِ غُصَّتْ بِهَوَانَا
فَرَوَى الْوَزَّالُ عَنَّا فِي الضُّحَى
وَالْعَشِيَّاتِ سَلَامًا وَأَمَانَا
وَوَشَى الطِّيبُ إِلَى النَّاسِ بِنَا
فَاسْتَعَنَّا اللَّيْلَ فِيهِ فَأَعَانَا
يَا عُيُونَ الرَّوْضِ إِنْ شَطَّ بِنَا
عَنْكِ دَاعٍ فَهَجَرْنَاكِ زَمَانَا
إِنَّمَا نَحْمِلُ رِيَّاكِ إِلَى
آخِرِ الدَّهْرِ وَلَوْ فِيكِ عَصَانَا