الربيع
الرَّبِيعُ الطَّلْقُ فِي نَوَّارِهْ
تَخْفُقُ النَّسْمَةُ فِي أَوْكَارِهْ
وَيَفِرُّ النُّورُ مِنْ أَزْرَارِهْ
وَيُغَنِّي الْحُبَّ غِزَارُ الرُّبَى
وَالْغُيُومُ الْبِيضُ فِي الْجَوِّ النَّضِيرِ
هَجَعَتْ سَكْرَى عَلَى كَفِّ الْأَثِيرِ
هِيَ رُوحُ الْأَرْضِ أَنْفَاسُ الْعَبِيرِ
صَعَدَتْ كَسْلَى عَلَى جُنَحِ الصِّبَا
فِي حَنَايَا الْغَابِ فِي صَدْرِ الوِهَادِ
بَيْنَ أَعْطَافِ الرُّبَى فِي كُلِّ وَادِ
تَسْمَعُ الْأُذْنُ ارْتِعَاشَاتِ فُؤَادِ
كُلَّمَا جَنَحَ إِلَى غُصْنِ صِبَا
يَا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ غِبَّ الْغُرُوبِ
سَاعَةِ الذِّكْرَى وَللذِّكْرَى هُبُوبِ
حِينَمَا تَعْلُو أَنَاشِيدُ الطُّيُوبِ
فَيَبِيتُ الْجَوُّ مِنْهَا طَيِّبَا
وَيَهِفُّ اللَّيْلُ وَسْنَانَ الْجُفُونِ
يَرْقُبُ الْحُلْمَ بِآلَافِ الْعُيُونِ
وَيَشُمُّ الطِّيبَ مِنْ كَفِّ السُّكُونِ
مُرْسِلًا أَنْفَاسَهُ مُضْطَرِبَا
وَتُطِلُّ الشُّهْبُ مِنْ أَبْرَاجِهَا
خَافِقَاتٍ آهِ مِنْ وِهَاجِهَا
خَفِّفِي يَا زَهْرُ مِنْ إِحْرَاجِهَا
أَوْ تَرَي فِي الْأَرْضِ مِنْهَا مَوْكِبَا
مَا لِعَيْنِي لَا تَرَى غَيْرَ الْجَمَالِ
فِي اتِّضَاعِ السَّهْلِ فِي شَمِّ الْجِبَالِ!
عَالِقٌ مِنْكِ بِعَيْنَيَّ خَيَالِ
يُضْحِكُ الدُّنْيَا وَيَأْتِي الْعَجَبَا