الفصل الأول
الطريق،١ إذا ما قلت الطريق، فليس هو الدرب الذي تعرفه
من بدء الأزل،
والمعنى، عند مَن قال بالمعنى ليس هو المفهوم الجاري على
الأبد.
اللاوجود، صفة لبدء العالم،
أما الوجود، فهو أصل الموجودات كافةً؛
فلذلك لزم أن نبدأ من عين حال البدء الأزلي لكل موجودٍ،
كي نفحص جوهر الطريق،
بل لا بد من اقتفاء آثار الأصل الثابت
للموجودات كافة،
حتى نُدرك تمام دلالة القَدَر.
الوجود والعدم كلاهما ينبوع عينٍ واحدةٍ،
تشعَّبا منها اسمين مختلفين،
لكن المغزى فيها عميقُ الغَور، عصيُّ الفَهم،
ولطالما كان الدرب الواصل من أبطن بواطن الوجود المادي
الملموس، إلى آفاق المعاني الذهبية المجرَّدة،
هو الطريق الفاتح أبواب السرِّ المعمَّى،
فتتجلَّى دفائن ألغاز كانت في حجب الاستتار.
١
هناك مَن يترجم «الطاو» بهذا المعنى، لكن الطريق،
في الطاوية جاء بمعنيين: (١) جوهر الروح.
(٢) قانون تطور الموجودات، فهما مَعنَيان يكثران في
أقوال لاو تسو بغير صياغة محددة، وهذا أمر لافت
للنظر خصوصًا لأن الطاو يُعَد ركيزة البناء الفكري
كله عند لاو تسو، قل إن المفهوم اتسع فضاعت
العبارة، أو ضاقت العبارة، بتعبير «النفري»،
الصوفي البصري الشهير.