الفصل العاشر
أيمكن أن تخلد خلود روح في جسد؟
ويلتقي روحٌ طاهر، بلهث أنفاسٍ خبيثةٍ طي الصدور؛ فيمتزجان ويبرآن من اغتراب، براءة قلب طفلٍ لا يأثم؟
هل تجلو مرآة نفسك، فينبثق صفاؤك رائقًا بغير كدرٍ؟
أيمكن أن تحبَّ شعبًا وتحكم وطنًا، دون بطشٍ ودهاءٍ وأكاذيب ملفقة؟! أيمكن أن تحني رأسك أمام عاصفةٍ عاتيةٍ؟
أيمكن أن تنصاع لسطوة الطبيعة، وتتنازل، وتتراجع، فاهمًا، أمام هوى الطبائع، وقد استفاق لديك الوعي وانجلت البصائر؟
ما أنبل يدًا أعطت فأغدقت، ثم تناءت عن المَنِّ بالإحسان وما أعظم طليعة قادت، ومهَّدت دروب الحياة، ثم توارت بأذيال الركب، في إباء شريف!
فذلك من سر النعت بعميق غور الخلق الأصفى، وباطن أبطن منبته الدفين.