الفصل الحادي عشر
ثلاثون عَصًا خشبية، ملتفة حول استدارة مركز دائرة، تصنع عجلة دوارة.
أتعرف أنه لولا الفراغ ما كان يمتلئ المكان؟!
لولا فضاء حول قطبٍ مركزيٍّ، ما الْتَأمت هناك العِصيُّ والإطار والدوران.
كذلك لا تصير قطعة من صلصالٍ إناءً صالحًا للاغتراف إلا بقلبها الفراغي الباطن.
ولا يقوم في جدارٍ بابٌ، أو تطل على الأفناء نافذةٌ، إلا بما انتقب في الجدران من مساحاتٍ فراغية، فالخلاء العدمي شرطُ بدءِ الوجود، فلذلك صار للموجودات يدُ العطاء، وللمحجوبات طيُّ الغيب مأمول الرجاء.