الفصل الثالث عشر
الفوز لمَن نال خطوةً،
والخزي لمَن تردَّى في حمأة الهوان … لا ظلَّ ولا أثر،
والعاقبة، سواء بالفوز أو الخسران، مكمن خوف مُقيم … كالمصير … كالقدر.
أتعرف علة خوف النائل حظوة؟
تلك أمورٌ بديهية،
الفائز، دومًا، يخشى أن تلحقه إهانة،
… أن تفلت من بين يدَيه مقاليد الظفر، الفائز — كالمخذول،
كالخاسر، كطبيعة غرائزنا البشرية، يشقيه الروح الأناني،
الطفلي، بنوازعه الحسية.
أما رأيت أنَّا نتحرَّر من قبضة خوف «تصاريف القدر»، كلما
تخطينا عتبات الذات الفردية؟
فلذلك، لن تجد في العالمين أحدًا يصلح لإدارة شئون
مملكة مترامية الأطراف،
مثل الباذل نفسه،
الخارج من أسر أناته الذاتية.
لن تجد يدًا تقطر ندًى،
مثل يدٍ قانعة … مثل كفٍّ راضية،
عطاؤها فيض غامر،
فوق الممالك والبشر.