الفصل الرابع عشر
كل ما لم تُبصره العين وهمٌ مكنون،
كل ما لم يدركه السمع زيغٌ زائل،
كل ما لم تبلغه مدركات الحسِّ هباء معدوم.
تلك ثلاث لا يقف عليها استقصاء.
تلك ثلاث مطويات بستر غطاءٍ واحد،
تلك ثلاث تترادفن بذات المعنى؛
سامقها، شحيح النور، أدناها قاتم حجاب الظلمة؛ فتلك حال
لا يحيط بها وصفٌ، ولا يتجلَّى بها إدراكٌ ماديٌّ
ملموس.
[وإنما هي] محض خيال سديمي في فضاء.
خفاء لا يتبدَّى للناظرين،
ودرب لا يتجلَّى للسالكين.
فاهتدِ بهدى الطاو التليد،
وتأمَّلْ بدء كينونة الوجود،
تملك مفتاح مغاليق الكون،
وتتسع بآفاق وعيك أقطار البصائر،
وينطرح لقدميك مسار الطريق.