الفصل السادس عشر
كابدت عناء مجاهدة النفس،
فحفظت نقاء جوانحي،
وأرخيت لروحي نشر السكينة،
ونظرت، فإذا الناس فيض حياة لا تفنى،
أفواج تأتي وتروح،
وأزمان تتعاقب.
الكل مزيجٌ من ألوان شتَّى؛
لكن …
على البدء دومًا، تعود الدوائر،
وإلى المبتدأ يعود كل آخِر،
فالرجوع إلى الأصل طمأنينةٌ،
والطمأنينة عود بدء،
وعود البدء قدرٌ دهري،
فمعرفة السرمد الدهري هي عين جلاء البصيرة، فمَن لم يعاين
طبائع الأشياء،
وردَ موارد الهلاك، أما مَن أدرك جوهر الطبائع،
فقد أُعطِي مفاتح الرضا،
ومَن رضيَ فقد عدل،
ومَن عدل فقد حكم،
ومَن حكم فقد اهتدى هدى الطبيعة،
ومَن وافق الطبائع فقد سلك في الطاو،
ومَن سلك في الطاو فقد امتدَّت به الآماد …
وطال به البقاء …
وانعقدت له معاقد السلام والسكينة.