الفصل السابع عشر
أعظم عهود الحكم السياسي هي التي
تمرُّ كنسمةٍ هادئةٍ [= لا يكاد يستشعر أحد
ثقلها!]،
تليها عهود رضا المحكوم عن الحاكم،
ثم عهود إجلال الحاكم، توقيًّا لبطشه،
وآخِر درجة منها،
زمن يسقط فيه السادة من عين رعاياهم.
فمَن لم يصدق قومه، كذَّبته المقاصد،
واجترأ عليه المُجترئ،
فأفضل الولاة طرًّا
مَن تدبَّر الأمور مليًّا،
فأبصر طبع الطبائع،
وأرخى للحلم عنان الإمهال،
فتدبَّر وتفكَّر،
قبل الشروع في تصريف جريان الأحوال،
حتى إذا دعا داعي الجد والعمل،
قال الناس:
تلك أمورٌ،
أيسر من الماء والهواء.