الفصل الثامن عشر
ما تأسست الفضائل إلا لرأب صدع
الأخلاقيات١
المتداعية،
ولا أطلت مخايل المكر والدهاء،
إلا من ثنايا الوعي والحكمة والنجابة؛
فلولا العقوق والجفاء والشحناء،
ما كان البر والودُّ والتراحم.
ثم إن أجواء الفساد والخيانة والفوضى
هي التي ألهمت نفوس الوطنيين
إرادة النقاء والإخلاص والنظام.
١
نلاحظ أن مقولة الفضائل والأخلاقيات تنتمي — أكثر — إلى
التيار الفكري الكونفوشي، وهو نمطٌ يلقى انتقادات حادةً
عند لاو تسو والمدرسة الطاوية عمومًا، وهي التي ترى أن
الدعوة إلى الأخلاق لا تقوم — أساسًا — إلا وسط ظروف انهيار
وتفسُّخ وانحلالٍ عارمٍ؛ ذلك أن المجتمع الملتزم بالمنهج
الطبيعي، لن يصيبه الفساد، ولن تتدنَّى أخلاقياته إلى
الدرجة التي يحتاج معها إلى المناداة ﺑ «مكارم الأخلاق».
(المترجم)