الفصل التاسع عشر
انزع قناع الفطنة،
وحجاب الكياسة،
كي تصبح أكثر نفعًا للناس.
دع مظهر الرحمة،
تتجلَّى لعينيك حقائق الطاعة والبر الجميل.
تجنَّبْ مخايل الحرص والتدبُّر واللياقة،
تتناءى عنك حجب الأنانية.
واعلم أن محض التكرار النظري لتلك المبادئ
الثلاثة
لن يُجدي شيئًا،
فالعِبرة بالتطبيق العملي المشهود بتمام النفع،
لكل سالكٍ بيقين.
فليكن المظهر المتواضع البسيط
موصولًا بالجوهر النقي الأصفى،
ثم انزع عنك أنانيتك،
تتجافى عنك غواية الأماني،
وألقِ زخرف الزيف،١
تصفو في ساحتك منازل الكدر.
١
المعنى، حرفيًّا: «دعِ العلم وشأنه … تهنأ حياتك
وتصفو أيامك»، وتذهب التأويلات شتى المذهب في
تفسيره؛ فمنها ما يرى أنه يفيد التخلِّي عن طلب
العلم المؤدي للتكسُّب وإتقان الحِيَل والدسائس. ومنها
ما يرى أنه يفيد السعي إلى أسمى مقامات المعرفة
بدل الاكتفاء بهامش التعلُّم الذي لا يهدي جاهلًا،
ولا يُقنع مثابرًا طموحًا، وأحيانًا ما تَرِد هذه
الفقرة في المدونات المحققة من كتاب الطاو في أول
الفصل التالي (الفصل العشرين). (المترجم)