الفصل العشرون
تُرى ما الفرق بين الرفض والقبول؟
بين الخير والشر … ما الفرق؟
والخوف الذي تفزع منه الصدور،
كيف لي أن أهرب منه،١
تلك أفكارٌ قديمة، طريقها ممدودٌ بلا أمد،
والناس قلوب عامرةٌ بالفرح،
وخطوات لاهية،
ترفض، تعبث،
تتدافع صوب مآدب عامرة،
تتسلق أدراج ليل ربيع ساحر،
فتلتمع أحداق مفتونة بمرأى مطالع النور الوضَّاء،
وتلتوي في طيِّ الأعناق أعناق،
الكل ابن شقاء وهناء عيشٍ،
سوى أني غدوت غير مكترثٍ بحالٍ كطفل بليدٍ تعانده
ابتسامة،
كغريب ابن خلاء وطريق، لا مقام ولا مسعى،
تصفو أحوال الناس، وتتكدَّر أيامي،
بيد أن مدار الأمر وقطب العلَّة
يرد إلى غفلة غمرت مجامع أفهامي،
فالكل وقده ذهن شرير ماكر،
ووحدي، بساذج إخلاصي الطفلي،
أصيخ آذان الصدق لدنيا من أكاذيب،
وأمدُّ الكف اللين ضراعة لقلوب قُدَّت من حديد.
آفاق شطآني فوق المدى،
لكن الأعاصير لفح نزق ثائر طي الأبد،
الكل جاني صيد،
ووحدي، ساحتي خلاء؛
فمن ثَم، تناقضت بيني وبين الناس المقاصد،
ولا غرو أن يصير إلى تلك الحال
كلُّ مَن سلكَتْ به إلى الطاو المسالكُ.٢
١
ضمير المتكلم هنا يُشير إلى ما ينبغي أن
يكونَ منسوبًا إلى السالك في طريق الطاو.
٢
حرفيًّا: مَن ولَّى وجهه شطر الأم [التي هي] الأصل
والمبتدأ! (المترجم)