الفصل الثاني والعشرون
قيل قديمًا: «طوبى لمَن وجد مع الظلم انتصافًا،
وفي طيِّ الاعوجاج مديد استقامة،
ويا حظ مَن تجدَّد مع قديم الاهتراء،
واغتنى مع الزهد،
وتساءل مع ثبات البرهان.»
لذلك،
فالعاقل مَن جمع إلى الطاو
منثور تلك المبادئ الخالدة،
وتمثلها جميعًا، قبلة مثل قويم،
وموثق أزكى هداية؛
[فهو أن أقتدي بها …]
فله المقام الراسخ في جنبات الأفق الشريف،
بينما هو في حال الإعراض عن لفت الأنظار،
يتجلَّى مبرزًا في أتمِّ بهاء،
بينما هو قابعٌ في الركن القصي؛
يدرك ذُرى النجاح،
وهو عائفٌ عن خيلاء الزهور؛
يترقَّى في مدارج المجد،
وهو في ذليل التواضع؛
يترفَّع عن الخوض في ساحة اللجاج والجدل،
فيتناءى عنه مُبغِضُهُ؛
وقد دار القول في المثل السائر:
«الدوام لمَن استنام.»
[= حرفيًّا: البقاء في احتمال البلاء]
فما أصوب القول وأصدق المقال!
فذلك هو المبدأ الجالب للنفس — وقت المحنة —
أخلدَ الأمان وأثبتَ المقام.