الفصل الثالث والعشرون
الزم حدَّ الصمت والسكينة،
تتقدَّس خصالك،
فتسلك مسلك الطبيعة الدهرية.
قد عصفت العواصف،
فلم تلبث غير برهةٍ،
وأرعدت البروق،
فما سطعت إلا طرفة عينٍ.
أما قد عرفت أنها فطرة الوجود،
وطبع الموجودات في أنحاء السماوات والأرض؟
أما تجلَّت لناظريك منها شواهد العجز عن الثبات؟
أما لاحت لك منها نعوت التقلب المُستدام؟
فكيف تتجاهل طبع الطبائع؟
ألا إن غاية المنتهى هي عين المبتدا،
فالسالك هُدى الطريق وارِدٌ قَصْد الهُدى،
والقاصد طريق الحكمة واصلٌ إلى مقصده،
والساعي إلى الخسران بالغٌ مُبتغاه،١
إن السالك إلى الهدى يجتمع إليه الهدى في غاية
مسعاه،
والقاصد إلى الحكمة تتوافد إليه مراتب الحكمة،
… في متكأ جليلٍ.
والساعي إلى الخسران تتوارد عليه موارد الخسران.
… تجري إليه جريان مشتاقٍ.
إنه لا يحيق المكر إلا بقلبٍ واجس بالظنون.
١
يزعم بعض المحققين — في النسخة الصينية المترجم
عنها — أن قراءة «الخسران» هنا خاطئة، ويُرجِّحون
بدلًا منها كلمة «الإيمان»، بدعوى حصول الخطأ على
يد النُّساخ في كثيرٍ من المدونات القديمة. (المترجم)