الفصل الخامس والعشرون
ثمة غيب في خفاء مستور،
حاز كمال بدء الوجود،
قبل شهود السماء والأرض،
[ذلك الغيب:] فيض أسرار،
محجوب بشطآن الصمت،
مشهود بعين السكون.
مقامه مخصوص بنعت الكلي الأَحَديِّ الجامع،
ليس له من ورائه إرادة غيرية؛
[= فلا مبدل له غير ذاته]
[… ذلك الغيب:] دورة البدء إلى المنتهى،
دورة دائرة سرمدية،
عَودُها أبدٌ على بدء،
بَدْؤها عَوْدٌ إلى أزل.
[… فذلك الغيب هو:] مبتدأ الوجود،
ومبدئ الموجودات كافة،
لا يحيط باسمه مُسمَّى،
غير أني أشرت إليه رمزًا ﺑ «الطاو»،
ووصفته — والوصف مجازي — ﺑ «العظيم» الذي
ليس لواسع أقطار مداه حد،
وليس لقديم دوران مجرى بقائه منتهى.
دَفْق أبديته، مبتدأ جريانه،
وذروة اكتماله، بدء دائرة رجوع لعين المبتدا،
فالطاو والسماء والأرض والملوك والأباطرة جميعًا،
حازوا جلال النعت بالتعظيم؛
ذلك أنهم أقطاب ملكوت الكون كله،
ولا يعدو جلالة الإمبراطور سوى أن يكون،
أحد المنسوبين إلى الوصف الجليل.
و[لطالما كان] الإنسان بميثاق الأرض يهتدي،
والأرض بسنن السماء تسترشد،
والسماء لشرائع الطاو حافظة،
وكان الطاو لأحكام وجوده بارئًا ومقيمًا.