الفصل الثامن والعشرون
اعرف صلابة صخور التل،١
واسكن في رخاء أعطاف الوديان المخملية،٢
فلئن عرفت مدارج سطوة القوة [… الذكورية]
في غليظ قسوتها،
فالزم مواطن الخذلان [… الأنثوي]، إذعانًا
وتسليمًا،
ولتكن كمجرى نُهير في أدى سفح جبالٍ مشيدة،
تتقدَّس خصالك أبدًا مؤبدًا،
وتُرَد إلى ديمومة صفاء ميلادك الطاهر،
فيشهد شاهد قلبك، قلب طفلٍ وليدٍ،
في مبتدأ حصول الخاطر.
اشهد طوالع النور،
وابقَ في مكامن الغيم الحالك،
ابقَ مثالًا تتأمَّلك الجموع،
تتسرمد خصالك،
وتستقيم، عن ميلٍ، حقيقة طريقك،
ويرجع مبتغى قصدك إلى غايةٍ باقيةٍ بقاء الأبد.
أبصر سؤدد المجد،
ثم اسحق أنفك في حضيض المذلة،
فكن كرديم أخدود في أدنى الوادي،
يكفيك زادك ويكثر وافر خصالك على المدى،
وتُرَد إلى نقائك الأصفى،
فتعود بادئ مبتدأ جوهر مادي،
ثم ينحطم مجمع جوهرك،
ويتفرق شظًى منثورًا،
فتمتلئ به الأفنية،
ويجمعه العالمون الحكماء بأيديهم،
ويشيدون به مشيد العروش والممالك،
وتصير لهم الولاية فوق كل والٍ؛
ذلك بأن الحكمة التي عليها مدار صلاح الكون،
تنطق عن مبدأ جوهريٍّ كليٍّ،
لا مُفرِّق لجامع مجمع أحديته.
١
الإشارة لجنس الذكورة.
٢
الإشارة للرمز المؤنث.