الفصل الثلاثون١
في الطاو ما يغني رجال البلاط عن تسليح جيوش،
واستنفار حشود،
فمع كل قوة ظافرة،
بطش جبان،
ووراء كل حرب،
ساحاتٌ مريرة وزمان في ذل الحرمان،
فلئن اشتدَّ ساعد المقاتل بعزة النصر،
فليمسك عن المقهور يد الامتهان
[= المقاتل المظفر لا يسرف في البغي والقهر]
وليحفظ وجهه من سيماء الغرور،
ولينزع عن قلبه هواجم الطغيان،
وينقي سرائره من سطوة الرضا الواثق بدوام الفوز،
وليزعم — تواضعًا — أن النصر قدرٌ مقدور،
وأن الغلبة تأتي أحيانًا عفو الخاطر،
فبذلك، يصير النصر شرفًا كريمًا في ساحة النزال،
فلا يتدنى لعار البغي على خصم ذليل في حمأة
الهوان،
[… ولقد جرت العادة في طبائع الأشياء أنه:]،
ما من ظافر بمعارج الفوز،
مكين المرتقى، نافذ الوسيلة،
إلَّا نكص على عقبَيه،
ودارت عليه الدائرة؛
فتلك حال لا تتأدى بها للطاو،
صلة موصولة،
فمَن تناءى به النعت تباعد،
ومَن تباعد هَلك.
١
ما زال فريق من أتباع المذهب الطاوي، يَعُد كتاب «الطاو»
أحد أهم روائع التراث العسكري الصيني القديم، وهناك جدلٌ
حول ذلك الزعم، لكن المؤكد أن لا وتسو الذي عاش إبان ما
يُطلق عليه في مدونات التاريخ الصيني «زمن الربيع والخريف»
(٧٧٠–٤٧٦ق.م.) كان جديرًا بأن يتناول شئون الحرب في
أنحار متفرقة من كتاباته (هو يعبر، صراحة، عن رفضه لبشاعة
الحرب وويلاتها) فتلك فترة اشتدَّ فيها الاهتمام بوضع
نظريات للحرب وفنون القتال، بعضٌ من إنتاجها يلقى رواجًا
حتى الآن. (المترجم)