الفصل الحادي والثلاثون
الحرب نذير شؤمٍ،
رعبٌ نافذ في قلب الحي بسكين،
فما كان لعاقل أن يسلك إليها سبيلًا.
إن الدروب السائرة بالناس ذات اليمين،
تنقلب في الحرب طريقًا حذو اليسار،١
الحرب آلة مشئومةٌ،
لا يمدُّ الماجد الكريم إليها يدًا،
وإنْ ألجأَتْه إليها الضرورة،
فإذا ما اقتضاها، بالحتم، اقتضاء،
فلتنطفئ في غمدها ضراوة الافتراس،
ولتنثلم حِراب القتل المسعورة،
وليحذر المنتصر مغبَّة الغرور.
فالمغتر، كالقاتل، نشوان بسفك دماء،
وسافك الدم محتومٌ بالخسران [= مغلوب بقاهر
الخسران]
[… لقد جرت العادة من قديم بأن:]،
الشمال علامة الفرح،
واليمين مشأمة تنقبض منها الصدور،
[… في الحرب]، تصطف الجنود إلى اليسار؛
فدليل الميمنة، يومئذٍ، بيد كبار القادة …
… سادة. الموت والبطش الرهيب،
فلا غرو أن تصير يد الحرب العليا،
نذير شؤمٍ منحوس المقادير،
الحرب أشلاء وضحايا،
ومواكب جنائزية،
في الحرب تسقط البشرية،
ويصير المهزوم — والظافر جميعًا،
أسرى موكبٍ جنائزيٍّ
تجلله الأحزان.
١
حرفيًّا: إن الأماجد العقلاء الذين اعتادوا
المسلك الأيسر في السلم، يتحتَّم عليهم الانتقال
إلى اليمين وقت الحرب … (لضرورة الإمساك بمقابض السيوف والحراب باليد
اليمنى). (المترجم)