الفصل الرابع والثلاثون
الطاو فيض وجود غامر،
ظِلٌّ ممدود في كل الأرجاء؛
كل الآمال ترنو إليه،
وهو قصد كل رجاء،
كلما لاذ به مستجيرٌ،
انفتحت منه أبواب العطاء،
فإذا بلغ منه الفضل تمام الجود،
ترفَّع عن استخدام العرفان؛
بسط على الدنيا سحائب عنايته؛
فلم يتسلَّط بجبروت الولاية،
ولم يتدنَّ إلى حال اشتهاء،
ولا نازعته رغبة [… مما تُعانيه النفوس]،
حتى تحقق به الوصف بأنه بسيطٌ،
قد تمحض عن الرهبة والخطر؛
الكل تحت عزة سلطانه [… ليس لهم دونه سندٌ]،
لكنه عائف عن جناب الاستكبار،
فاستقام له النعت بأنه عظيم القدر؛
فلهذا، يبلغ القدِّيسون المقام الرفيع؛
بما اتخذوا من ذليل التواضع،
بديلًا عن ظاهر سطوة الولاية.