الفصل السادس والثلاثون
إن أردت أن يجتمع في قبضة يدك شيءٌ،
فاطرحه … لأجل معلوم؛
وإن طلبت أن تذلَّ لك أعناق الأمور،
فأطلق لها في البدء
عِنان السطوة والجبروت؛
شمِّر عن أكمام البناء والتشييد،
إذا نويت — آجلًا — أن تضرب بمعاول الإزالة
والهدم؛
امدد يد العطاء،
إذا نازعتك نوازع الاستيلاء والنهب،
واعلم أن من لطائف التدبير
أن تُعاني — في مبتدأ الأمر — مشقَّة الأحوال،
حتى يصير لك زمام الأمور،
ويكمل لك منال الفائزين.
[… ومن ثَم فإن] أوهن الضعف غالب،
على شديد صلابة الفولاذ،
[…]
ليس للأسماك أن تُغادر حضيض الأعماق،١
[… وهو حصنها المكين]
شوقًا لساطع النور عند رءوس الشطآن،
[… حيث مقتلها الوشيك]؛
لا … ولا ينبغي استعراض أمضى أسلحة القتال
[عبثًا]،
سعيًا للتباهي بقوة الجيوش والممالك.
١
يرى المفسِّرون هنا مجالًا خصبًا للتأويل، حيث
إن الدلالة — رمزيًّا — تشير إلى القادة السياسيين
والملوك (… الأسماك) الذين يحظر عليهم التخلي عن
عناصر القوة (… الأعماق!) مثلما يتحتم إخفاء
أمضى أدوات القتال (… لوائح الرفت والترقي في
الوظائف العامة، أساليب الثواب والعقاب … إلخ) عن
تدابير وحِيَل التلصص السرية؛ ذلك أن تسرُّب تلك
المعلومات، ووصولها إلى الأيدي العابثة، يجعل منها
أخطر مصدر للتهديد. (المترجم)