الفصل السابع والثلاثون
ما برح الطاو يترك الأمور تجري مجرى هواها،
فلا يُقحم نفسه فيما استقرَّ به طبع الطبائع،
فكل شيءٍ يسلك وفق طبيعته،١
وما من شيءٍ إلا ملتئم بعقد نظيم؛
لو تواصى الملوك جميعًا بميثاق الطاو،
وعدًا وعهدًا لا يتبدل،
لَأوفى الزمان بعهده،
وانتظمت شئون الدنيا [… بمَن فيها وما عليها]،
بنظامٍ طبيعي فريد في جوهره
نظام … لم تخترعه الظنون،
ولم تسنح به خيالات الخاطر،
فإذا تسلَّط على القلوب،
غرض من أغراض النفس الأنانية،
بسطت على الأفئدة مشملة مما يعزُّ على الوصف،
من أدنى نسيج طاوي طاهر الصفات،
فسكنت به النفوس، وقنعت،
فإذا التأمت شوارد النفس،
تحت سطوة ما يعز على النعت؛
من هدى الطاو،
صفت أوصافها من كدر الأنانية،
فإذا تنقت من نوازع الميل الأناني،
ولَجَت باب السكينة،
وصارت الدنيا بأسرها،
تترقى في معارج الرضا والطمأنينة.
١
كثيرًا ما تستخدم الصينية الكلاسيكية قوالب
تعبيرية مركبة لها دلالة المفردات البسيطة، ومن
ذلك مثلًا تعبير: «العشرة آلاف ألف شيء» ويقصد به
«كل» أو «جميع» أو «كل الأشياء». وقد لاحظت أن معظم
الترجمات العربية للكلاسيكيات الصينية، المنقولة
عن ترجمات أوربية، تمتلئ بتعبير «العشرة آلاف
شيء»، وهي ترجمةٌ ركيكة، والأصوب أن نترجمها إلى:
«كل شيء»، وهناك أيضًا تعبير صيني قديم، معناه
الحرفي: «كل ما تحت السماء» ومغزاه: «الدنيا» أو
«أهل الدنيا» أو «الناس جميعًا». (المترجم)