الفصل الثاني والأربعون١
(١) يفيض الوجود، من الطاو،
كيانًا واحدًا [… بادئ الأمر]،
ويتفرَّق الواحد،
وجهين متقابلين،
ثم يأتي كيانٌ جديدٌ آخَر،
ومن هذا الأخير،
تتكثر كثرة كل شيء؛
ففي الأشياء جميعًا،
اثنان متقابلان [… الذكر والأنثى]،
ثم إنهما يستدمجان،
فيلتئم منهما كيانٌ واحد.
(٢) لم يبغض الناس في حياتهم شيئًا
قدر بُغضهم ألقاب تحقير الذات،
تلك التي تُقال على سبيل التواضع،
مثل: «المسكين» و«يتيم الزمان»،
«فقير العصر والأوان»،
ثم إن الملوك يتخذونها، رغم ذلك، ألقابًا رسمية؛
[… فلذلك أقول:] قد يزيد الشيء بما نقص منه،
وقد ينقص ويتلاشى بما زاد فيه؛
[… ذلك أني] ما تعلمت إلا بما زاد لديَّ،
من فيض المعرفة،
[… وإذا كان لي أن أنصح بشيء في هذا المقام،
فلن أزيد عن أن أقول:]،
«الطغيان بدايته غلبة بالقهر،
وعاقبته سوء الخاتمة.»
فذلك هو المبدأ الأول الذي
أتخذه في باب العلم دليلًا ومرشدًا.
١
يرد هذا الفصل في النسخ الأصلية مثل باقي الفصول
مندرجًا في وحدة نصية متماسكة ومترابطة في سياق
يتسلسل فيه المتن عبر فقراته في كتلة واحدة، بغير
تقسيم فرعيٍّ في أجزاء أو عناصر، لكني وجدت أن بعض
شروح التحقيقات تقوم بتقسيمه إلى جزأين، بدعوى أن
النص هنا، يتناول قضيتين مختلفتين، الأولى قضية
فلسفة جدلية؛ والثانية تتعلق بتفاصيل الواقع
الحياتي الملموس والمعاملات الجارية، فمن ثَم رأيت
تقسيم المحتوى على هذا النحو زيادة في الوضوح،
وعونًا على استجلاء المعنى. (المترجم)