الفصل الثالث والأربعون
أذلُّ الأشياء خضوعًا،
أصلبها مناوأة وعنادًا،
أليَنُ الأشياء، أقدرها على النفاذ في قلب الحجر
الصلب،
ثم إنه لا ينفذ إلى أدقِّ المسام إلا ضئيل
الفراغ،
فمن ثَم، وجدت برهان الحقائق،
واعتبرت بأحسن العبر؛ ذلك أنِّي،
سأدع الأمور تجري وشأنها؛
فالفوز دائمًا في مطاوعة المقادير،
والعبرة دائمًا فيما تخطُّه يد الزمان،
وليس فما ينطبق به الفم واللسان،
ألا إن القليل جدًّا من الناس،
هم الذين يُبصرون باطن أسرار تلك الإشارات.