الفصل الثامن والأربعون
طالب العلم مشغول بسعة الاطلاع،
في كل يوم تزداد حصيلة معارفه؛
وطالب الطاو مشغول بصفاء الوعي،
في كل يوم يصفو كدر خاطره؛
فهو في خاتمة المطاف
بالغ حد التبرُّؤ من منازعة الطبائع،
[= واصل إلى درجة التسليم المطلق]،
فيثبت له، هنالك، راسخ المقام،
حتى يصير إليه زمام كل الأفعال،
ثم إن الدنيا تنقاد لمَن زهد في تصريف أحوالها،
فأما مَن نازع الطبائع،
فسيرى منها وجه العناد،
ويقف له كل شيءٍ منها بالمرصاد.