الفصل التاسع والأربعون
العاقل مَن تنقى خاطره عن نوازع الأنانية؛
فهو يطلب حيث تطلب الناس،
ويريد بمراد نفوسهم،
ثم إنه كريمٌ مع الكرام،
وكريمٌ أيضًا مع اللئام؛
فهو على ذلك، حتى يطوف به الأثر الجميل بين
الناس؛
بَيْد أنه مُؤتمَن مع الأمين،
ومُؤتمَن كذلك مع الخائن،
فهو على ذلك حتى يطيب عَرفُ إخلاصه في كل مكان،
لا بد للقديسين [الطاويين] الذين صارت لهم
سطوة الولاية فوق الممالك،
من أن يخلِّصوا النفس من أكدارها،
فلا تسنح في النفوس إلا سوانح الوجدان الطاهر،
إن الناس تقتدي بكلمة ينطقها القديسون،
وتهتدي بإشارة من نهج شعائرهم،
فلا بد للعاقل [… الطاوي]، أن يسلك مع الناس
على نحو ما يسلك مع طفل في براءة التكوين؛
احتجب عنه العلم،
وانغلقت دونه الإرادة.