الفصل الحادي والخمسون
الطاو هو الذي أحيا حياة كل شيء؛
فالطاو مبدع كل الموجودات،
والفضائل منبت نمائه الوافر،
جسومه المتعينة هي رسومه البادية للأنظار،
وواردات أحواله هي علة بلوغه تمام كماله،
[… فلهذا ﻓ…] ما من شيء إلا يعظم سامق قدره،
وما من شيء إلا يحفظ جلال فضله،
وما كان ذلك بسطوة الأمر النافذ،
الذي تذل له رقاب الخضوع،
وإنما بجريان الفطرة في الطبائع،
وغلبة سرمد الطبع المعهود،
فلهذا كان الطريق [… الطاو]،
واهب الحياة لكل شيءٍ،
فهو القائم بقيومية الولاية لكل شيء،
والعناية بكل شيء،
والحماية لكل شيء؛
يمد كل الأشياء بمدد ينتعش به الأجل،
ويُسبل على كل شيء أستار الوقاية،
ثم إنه يحيي الحياة، ولا يتسلط على الحي
بالجبروت،
ويمد يد العون؛ فلا يكترث بمَن شكر وحمد،
أو سخط فتنكَّر وجحد،
يتصدر عظيم مقام الوجود؛
فلا يُملي مشيئة بسطوة القهر،
فوق هوى الأهواء وقصد المقاصد؛
فذلك هو المسمى،
بأمجد مجيد النعت الذي،
يقصر عنه الوصف،
لاحتجابه بأبطن حجب الإشارة.