الفصل الخامس والخمسون
مَثَل الفرد الفائق تمام الوصف،
بما حاز من وافر مدد الأخلاق،
كمثل طفل طاهر في براءة الميلاد؛
لا تتخطَّفه مناقير النسور،
ولا تنهشه مخالب الافتراس،
ولا تناوشه أذناب الأفاعي؛
كمثل طفل في المهد،
غض الأطراف، طري القلب،
لكن أصابعه راسخة القبض بإصرارٍ،
كمثل طفلٍ [… قبل تمام النضج]،
يُدرك أشواق الذكر للأنثى،
لكن إطلالة شبقه الأولى،
[حرفيًّا = انتصاب قضيبه الذكوري الصغير]١
علامة على وافر مكامن طاقته؛
كمثل طفل ينفطر بكاءً،
وترتج الأسماع لصراخه؛
فلا يذبل جهير صوته،
ولا تنثلم حدة نيرانه،
[… فذلك] بما انتعشت روح حياته؛
فاعلم أن موفور طاقته،
وقوة عنصر حيويته،
أمور يجري بها سريان الطبع في الأشياء؛
فإدراك الطبائع هو عين البصيرة.
إن الإسراف في اشتهاء لذَّة الحياة،
استعجال لشؤم العاقبة،
والتسلُّط بالقهر على إدارة الروح،
استكبار مرذول،
يضيع بهجة الروح،
ويزيغ فطنة الرأي،
ألا إن كل بالغٍ مديد القوة والاقتدار،
ناكص إلى حضيض الوهن والانكسار؛
فذلك مما يخالف معهود الطريق [… الطاو].
١
هكذا تَرِد الترجمة الحرفية للنصِّ الأصلي، لكني
اخترت ترجمة تفيد اشتمال المعنى للجنسين، خصوصًا
في فلسفةٍ تُمجِّد الرمز الأنثوي، ولو أن الإشارة
الواردة في المتن بما يفيد اشتراك العناصر
الغريزية عند الجنسين في دلالة القضيب الذكوري،
تتفق في جانب كبير منها مع مقولة «فرويد» في
نظرية التحليل النفسي، ولا أقصد من هذه المقابلة
بين الطاو واجتهادات نظرية التحليل إلى إثبات سابق
الحكمة والبصيرة الطاوية ورسوخ حكمتها على الزمن،
لكني فقط، أريد الإشارة، على نحوٍ عابر، إلى أن
بعض الاجتهادات النظرية الحديثة، تحتفظ بعناصر
أسطورية وبناءات سحرية قديمة جدًّا.
(المترجم)