الفصل السادس والخمسون
من عرف الطريق [… الطاو]،
أمسكَ لسانه عن هذر القول،
فما عرف الطاو
مَن تبعثر الكلام بين شدقيه،
يثرثر كيف شاء.
[… إن الطاوي الحقيقي]
يقطع موصول الصلة،
ويسدُّ أبواب الوسيلة؛
فلا هو في أذن السامع،
ولا في فم الناطق نطقًا؛
قد ثلمت نصال عبقريته،
[… فلا يتفرد دون الناس بميزة]،
فصفَّى كدر خاطره،
[… مما كان يقلقه من مشاحنات مع الآخرين]،
وانطفأ وهج بروقه،
واندثر في رديم التراب كنز يواقيته؛
فذلك مما جرى به الوصف بأنه،
الانمحاق في كل الكل،
[… تعين الفرد بالمجموع]،
فلذلك، فلا هو الداني القريب،
[… فيغشاه ما يغشى الناس في قربهم]،
ولا هو القاصي البعيد،
[… فيتفرَّد بالبعد، وينتعش إحساسه بذاتيته]،
لا ينفعه أحد بنفع،
ولا يؤذيه ضار بضر،
تناءت مرتبته عن كريم الإجلال،
وتنقت هيبته عن وضيع الإذلال،
فلهذا، تمجد غاية المجد،
بين الناس أجمعين.