الفصل التاسع والخمسون
اعلم أن الادخار
أفضل مسالك الطريق؛
سواء كنت ترفع قربانًا للسماء،
أم تقوم على شئون الممالك،
فوق الأرض؛
فذاك هو المسلك الذي
يهدي خطاك إلى أول الطريق،
ويمنحك السبق والريادة،
فلئن كنت الأسبق؛
فالمثابرة دأبك،
فإذا ثابرت،
تذلَّلَ كلُّ صعب،
فإذا انمحقت الصعاب،
اتقد باطن قدرتك وَقْدةً،
تخفي أسرارها عن كل ذي فهمٍ،
فإذا كمنت طاقتك عن كل رصدٍ،
ملكت زمام أمرك،
وانعقد بك رجاء مملكتك؛
وحينما يدعوك داعي الحفظ والرعاية،
لن تجد أطوع ليديك شيئًا،
مثل هذا الواجب؛
ثم إن مَن زال به بلاء الأوطان،
وأُقيلَت به عثرات المحن،
دام له دائم الوقت والزمان،
خالدًا سرمدًا؛
فذلك مما يوصف في باب الوصف،
بأنه [… الادخار]،
الأساس الراسخ،
والبناء الرصين،
الذي ينبني به مشيد العمر [… الطاو]،
الباقي بقاء الأبد.