الفصل الثاني والستون
كان الطاو،
ومن البدء إلى الأزل، يكون،
مطيَّة الراكب،
ومحط الراحل؛
حصن الرضى للصالحين،
وأمل المثاب للظالمين،
[…]
الكلمة الطيبة تطوي لك الأعناق،
في تقديسٍ وإجلال،
المعاملة الكريمة تُضيء أنوار محبتك،
في القلوب،
فيتجلى باهر مجدك للناظرين،
ويطيب بك مطاب الذكر،
في أسماع الذاكرين؛
أقِلْ عثرة مَن أساء،
ولا تخاصم مَن لم يتقِّ الزلل،
فما الذي تجنيه من اجتنابك إيَّاه؟
[… ما ضرك لو هديته للرشاد (… الطاو)؟]
ثم إن ملك الملوك،
يأتي في بهاء الملك،
يتقلَّد تيجان العرش،
ورجال البلاط بين يديه صاغرون،
ويمضي حفل التتويج في أبهى زينة؛
تنبسط الولائم،
وتتناثر العطايا الملكية الثمينة،
فوق الرءوس؛
غير أن عطاء الطريق،
أسخى من كلِّ عطاء،
وأذخر من كلِّ كنز،
فما الذي أبقى الطاو ذخرًا على المدى؟
أما دريت أنه مدد للخير،
بمزيد الخير،
ومثاب العفو
عن الآثمين؟