الفصل السبعون
ما نطق عنِّي البيان،
إلا بما فصح به اللسان،
فانبسط في أودية المعاني،
لفظًا ميسورًا
وانطرح لعزم السواعد،
منهاجًا سديدًا؛
لكن العقول تبلَّدت،
والعزائم بادت؛
فما فهم عنِّي السامع،
ولا تأيد بي المسعى؛
اعلم أنه لا بد لكل قولٍ
من مبتدأ مقال،
يدور عليه الكلام،
ولا بد لكل فعل
من سيد بيده زمام كل الأحكام؛
غير أن أبواب الفهم انغلقت،
لكثرة ما ران على العقول،
من صدأ الجهل؛
فما أقل مَن استفاق لديه الفهم،
وما أنذر مَن تحقق منه الاقتداء،
والتعليم والعمل،
لذلك، يرتدي الحكيم أخشن ثيابه،
ويلتفُّ بأردأ أسماله،
ويطوي بين حناياه
أثمن قلائده،
وأخفى جواهر قلبه.