الفصل الثاني والسبعون
إذا رأيت الرهبة سقطت
من عين الناس،
وقد استمرأت بطش جلَّاديها،
فاعرف أن مزيدًا من التنكيل
واقع بها، لا محالة،
ولسوف يتنغَّص عيشها،
ويضيق بها المقام في رحب أوطانها،
وينزع وارد الحياة عنها كف العطاء،
ثم إن النفوس لا تتجرع مرارة الذلِّ،
إلا بغلبة سطوة القهر؛
فالعاقل مَن استضاء،
بمعرفة ذاته،
فعاينَ رفيع منزلته،
وسامق قدره،
فلم يستكبر؛
والعاقل مَن عانق لذة المحبة،
في نفسه، لنفسه،
فلم يستأثر؛
[… فمن ثَم]،
انزع عن نفسك
الاستكبار والأثرة،
وأقِم قیومية المحبة والمعرفة لذاتك.