الفصل الثالث والسبعون
المجترئ بقوة الجَسارة
هالك،
المتريض بملاينة الطبع
محفوظ البقاء؛
كلاهما مقتحمٌ جَسورٍ،
لكن النفع مجلوب لأحدهما،
مسلوب من الآخَر،
[…]
والسماء
حتى السماء،
تبغض ما تبغض،
أيدري أحد
سبب بغض السماء؟
فهو ذا يحار فهم الحكيم،
ويذهل الخاطر،
ويدور مدار ميثاق السماء،
وتجري به سنن الطبيعة،
قانونًا سرمدًا،
فتغلب دون منازعة،
ويتجاوب منها الصدى دون نداءٍ،
يجذب إليها جواذب السعي،
دون طلبٍ،
وتمكر أدهى التدابير،
بقلب تطهَّر من خبث المكائد.
[…]
فكأن السماء شبكة
واسعة هائلة،
امتدادها لا يُحَد،
انتثرت فيها من فيها من الأفق إلى الأفق،
ثغرات ليس لها عَد،
[= لكن مهما اتسعت
الثغرة، فقانون الطبيعة،
«الأزلي» يضبط كل معيارٍ]
فلا تنفذ القطرة،
إلا بمقدارٍ،
ولا ينسرب شيء عبثًا.