الفصل السابع والسبعون
أما رأيت وجه الشبه
بين طاو السماء وهيئة القوس والوتر؟
أما رأيت إلى وجوب تخفيض الرمية،
إذا علا القوس؟
وضرورة الارتفاع بها إذا تدنَّى،
مستوى المرمى؟
ألا ينبغي بسط الجذبة،
إذا انحنى قاب القوس جذبًا،
وإشباع الوتر شدًّا،
كلمات تراخت القضية ووهن الساعد؛
فكذلك طاو السماء،
يُنقِصُ من الزيادة،
ليزيد ما نقص نقصانًا،
أما طريق الناس،
فينهك النقصان نقصانًا،
ليزيد ما زاد فوق الزيادة.
فمَن ذا يستطيع
أن ينقص الكثير ويزيد القليل؟
[… يأخذ ممَّن يملك ليعطي مَن لا يملك؟]،
ليس سوى الطاوي،
[… هو الذي يقدر على ذلك].
فلهذا، يجود العاقل بفضله،
ولا يتيه مَنًّا واستكبارًا،
يتمجَّد في معارج الشرف والعزة،
ولا يركب مركب الغرور؛
فهو يتنكَّب عن مظاهر التقديس،
ويحبس كنزه
في محابس الخفاء،
ذلك شأنه المعهود.