الفصل الثامن
العاقل مَن يسلك مسلك حياته، كمسيل نهرٍ جارٍ؛
فهو — كالماء — مطواع، لا يتحرَّش ولا يأبه بقصد القاصد خيرًا أو شرًّا.
فيلبث راكدًا بأدنى الجداول، فيمكث مكث الطاو.
فالخير لمَن اتخذ لنفسه مقامًا راسخًا، كأنه قطرة ماءٍ في جوف بحرٍ ساكن، كأنه كلمةٌ طيبةٌ في حديثٍ ودي عابر، أو يد عادلةٍ تحت سطوة أحكام جائرة، أو بصيرة ثاقبةٍ بشاهد الهدى، تُضيء مَسْرى السالكين.
فما كان للطاو أن يقرب مواطئ الزلل أبدًا، بما اجتنب من مزالق المشاحنة واللغو والجدل.