الفصل الثمانون
ليكن ثم وطن أقل مساحةٍ،
يسكنه شعبٌ أقل عددًا،
ولتكن في كل الحوانيت،
آلات من كل نوعٍ،
تزيد على قدر الحاجة،
وما أجمل أن تحلو الحياة لكل حيٍّ،
مقيم هناك!
حتى يخشى إذا ارتحل،
مات واندثر،
ليكن بحر وساحل،
وسفن راسيات،
ولا بحار أو مسافر.
وفي الخزائن أسلحةٌ مكدسةٌ،
وقد زالت دواعي الحروب والعدوان،
ولتكن شارات تأريخ الحوادث،
عقدًا مسلسلة في جدائل الكتان؛
اقتداءً بسنة الأقدمين في سالف الأيام،
وليكن رغد عيشٍ ولذيذ حياةٍ،
ومآكل ومشارب ورخاء أيام باقية،
ولتكن ثم أوطان أخرى قبالة حدود الوطن،
يُرى منها ما يرى الرائي بأدنى البصر،
ويُسمع منها صوت كل صائت،
ثم يبقى كل مُقيم بأرض هو ساكنها،
فلا غريب يأتي،
ولا يرحل إلى هناك مهاجر،
وليكن ذلك هو دأبهم دائمًا أبدًا.