السرقات والاقتباس في السينما
«باستثناء مجموعة قليلة من أفلامها التي تقترب من الأربعة آلاف وخمسمائة فيلم، سنجد أن أغلب أفلام السينما المصرية مستورَدٌ من الخارج؛ إما تأثُّرًا بموجات عالمية تَلقى ذيوعًا في مرحلة معيَّنة، أو بالاقتباس المباشِر من أفلام أو روايات أدبية أو مسرحيات. وبمثل هذا التأثير البيِّن في السينما المصرية يتَّضح مدى أهمية الدراسات المقارنة، أو ما يمكِن تسميته تجاوزًا بالسينما المقارنة.»
يمثِّل الأدب منبعًا زاخرًا بالحكايات التي تُعَد المادةَ الأساسية لسيناريوهات السينما. وقد تنوَّعت الأفلام المأخوذة من الأدب؛ فبعضها نقَل القصةَ والرواية إلى السينما بنفس عنوانها وحكايتها وشخوصها، وبعضها اقتبَس جزءًا من الفكرة وصاغ قِصةً جديدة مرتكِزةً على الفكرة الأساسية للعمل الأدبي، أو ذاتَ حبكة درامية مستوحاة منه. وفي هذا الكتاب عكف الناقد السينمائي «محمود قاسم» على تتبُّع ما اقتبسَته السينما المصرية من الأدب العالمي، كما سلَّط الضوء أيضًا على تأثُّرها بالسينما العالمية، وخاصةً السينما الأمريكية التي كان تأثيرُها على السينما المصرية يَفوق تأثيرَ الأدب الأمريكي. وفي ثنايا هذا الكتاب سنكتشف النصوصَ الأدبية التي أُخِذت منها أفكارُ الكثير من الأفلام التي تأثَّرنا بها وشكَّلت جزءًا من ذائقتنا الفنية.